المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

النص النظامي يكفل العدالة

  النص النظامي يكفل العدالة 2012-06-22 12:30 AM      طالب فداع الشريم جميل جداً وأمر يدعو للتفاؤل وإضاءة الجانب الإنساني قبل كونه نظاميا، أن كل النُظم الداخلية للدولة بُنِيَت على أساس يكفل تحقيق وتنظيم حقوق المواطن الذي يُنص عليها الدستور العظيم، وبالتالي تَمّسُكه وضمان تقديمه كامل واجبات المواطنة..  وفي سياق هذه الحقوق والواجبات نأتي على ذكر قرار العقوبة والغرامة المالية الذي أصدرته المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم تجاه طبيبة أسنان تعمل في مستوصف حكومي، كقرار يبسّط المعنى ويقربه ليتسق مع مختلف الإجراءات الواجبة على كافة مستويات قيادات الدولة للحصول على مخرجات مخطط لها عن طريق هرم المدخلات الإداري.. نص مكتوب وضابط لعلاقة مُقّدِم وطالب خِدمة.. أخل الأول بطبيعة عمله.. تضرر الثاني.. تحرك منفذ النص، وأصدر قراراً مفصلاً ذُكر فيه عقوبة الجانب الإجرائي في أداء المعالج وقدّرها بمبلغ 50 ألف ريال تدفع للمتضرر، بالإضافة إلى دفع مبلغ آخر أيضاً 100 ألف ريال كتعويض عن المعانات النفسية وما يترتب عليها.. وبذلك تمت المعادلة بكل سهولة!  تستحق هذه الجهة الحكومية التي ا

الكهف وحقيقة الظل!

الكهف وحقيقة الظل!        إن للمجتمعات كينونة تنفرد بها من خلال سمات حيوية عقلية وحركية، تتصف بها وتتميز من خلالها ان إيجاباً أو سلب، وتكون محور تشكلها واختلافها بين المجتمعات العديدة على وجه المعمورة.      تتكّون تلك السمات وتتشكل كتراث منتقل عبر الجيل الواحد بلا وعي أو اختيار، ويمكن وسمه بالعادة، أوالفعل البدهي، ويتم تقبله من قبل أفراد المجتمع كمسلم لا يقبل التحريك أو الاهتزاز، كأصل ثابت! وبالتالي تكون عقوبة التقريع لكل من يحاول المشاهدة لهذا الصنم من خارج الدائرة المتكلسة، ومع كل الممانعات يظهر من الكهف ذا عزم ليتصل بحقيقة الظل المنطبع لإخضاعه للدراسة والتمحيص وسبر أغوار الحقيقة التي تشكلت قبل وصولها لمجهر العقل ومشرط التفكيك.      تخضع المجتمعات المغلقة على نفسها لسلطة ما يُطلق عليهم الصفوة، أو النخب الاجتماعية.. التي تحكم قبضتها على عقول الاتباع! بطريقة يصبح فيها التابع معطل العقل يرى بعين المتبوع ويتمثل بفكرة.. ومن هنا أتت المقولة الدارجة في نقد هؤلاء: "مشكلة النخب الثقافية هي في نخبويتها بالذات ". وقد تمثل فيها علي حرب في كتابه أوهام النُخبة أو نقد الم

غربة وطن..

   كان موطناً للنور، صعد الهامات الشاهقه، خضعت له الصعاب ودنت حتى انقادة طائعةً لعزمه، تمكنت قناديله من وضع أسس الحضارات الموجهة للبشرية، فقد عُرف بكثرة مشاعل الترقي بين الأمم، رسالة ونهضة، ريادة وسياده، فتوحات وعلوم.      وبتتالي القرون وتتابع السنن الكونية في التغيير أصابته سياسات القهقري، إنه الوطن العربي الكبير الذي تفلتت حبال رسالته العظيمة، وتحول مؤشره إلى نحوٍ أدنى، حيث ملذات البدن وأسره، وتكبيل العقول وخضوعها للبرازح الظلماتيه، فتهدل صوته المجلجل بأسى الحاضر المضطرب، وتحول فيض محياه بالخيرية إلى بؤساً.. ومسار العزة والرفعة إلى اقتفاء أثر الآخر، تابعاً له، صاغراً لنقيضه، خادماً لِأيدولوجياته وإن تعارضت مع مصالحه، فلم يعد له من الحاضر إلا شجرة مكتوب على جذعها المعطل رموز نهضته بمداد ينضح به ألم الحسرة على تراثه العظيم الذي تحول لخدمة النقل فحسب!      غربة وطن.. من المحيط الأطلسي غرباً إلى بحر العرب والخليج العربي شرقاً، الذي فقد أراض احتلت أو أصبحت ضمن بلدان مجاورة مثل فلسطين وهضبة الجولان وإقليم الأحواز (عربستان) الذي احتلته إيران عام 1925، ولواء اسكندرون والأقاليم

من حروب إسرائيل وتهور صدام إلى الربيع.. متى تكون المنطقة مستقرة؟

من حروب إسرائيل وتهور صدام إلى الربيع.. متى تكون المنطقة مستقرة؟ طالب فداع الشريم    كان غريراً مولعاً بكرة القدم، لا يعلم لماذا يذهب للمدرسة، فالثقافة سطحية، كرياح الظهيرة المعتادة، التي دائماً ما تكون محملة بالأتربة السطحية. ومع ذلك لا شيء يضاهي لحظات صباحات الخميس والجمعة، حيث يلتئم الشبان لاستعراض المهارات الكروية، هذا يقلد الموسيقار، وذاك يرفع يده الماجدية، والآخر يحاكي انطلاقات الكوبرا، وهذا شايع ببياضه الكامل. وهذا أبو يعقوب يخترع ويعجن، وهو مزهو بمهارته التي لا تظهر إلا بهذا الركن، وعبدالجواد وبايزيد، هذا يسمي سيارته مارادونا، وذاك يسميها بلاتيني، والآخر يسميها رومنقيه، يجري أحدهم وهو يعلق على نفسه كأنه أبوداود، أو قدسي رحمة الله عليه. أما الواقف بين الخشبات الثلاث، فقبل أن يطوح بالكرة خلف المرمى، لا يهم ما دام يعلن عن نفسه، بالدعيع مرة، ويبتسم في المرة الأخرى، ويختلس النظر في الوجوه، وهو ملتوٍ على خط المرمى، «شوفوني أنا مروان » محاكاة وتسميات وألقاب، وجدوا فيها متنفساً لهم للتعبير عن ذواتهم. مرت الأيام جميلة، نقية، يرضى الواحد بالقليل، فقد تحقق له كل ما جال في خياله ا

أيُّ عدلٍ تُريد؟

صورة
أيُّ عدلٍ تُريد؟ طالب فداع الشريم    في أيِّ عصر تعيش أيُّها الإنسان المعاصر؟ حِقَب زمنية متعاقبة، أممٌ ذهبت وبادت، ولم يتبق لها من أثرٍ سوى ما تركته من أساطيرٍ ومعالمٍ يتمُّ التمثُّل فيها لضروريات البلاغة، ومع كل التطورات الحياتيَّة يبقى الصراع ملازماً كصفة بشريَّة منذ قِدمِ الإنسان نفسه! باحثاً عن العدل إلى آخر فرد سيعيش على هذه المعمورة.    يقول المفكِّر مصطفى محمود الذي استقل بذاته عن هوى التبعيَّة، وامتحن نفسه وحملها مسؤولية التفكر الجاد باستخدام ملكاته بتجرد تام عن كل المؤثرات التي تفرزها السياسات المصطنعة، يقول: «نحن في عصر الصراخ، مدنيَّة اليوم اسمها بحق.. مدنيَّة الصراخ، علاقة الحب صراخ، وعلاقة الزواج صراخ، وعلاقة المجتمع صراخ (طبقي)، وعلاقات العدل صراخ (سياسي)، والشعارات صراخ (فكري)، والمذاهب تحريض علني للأغلبيَّات على الأقليَّات، والأقليَّات على الأغلبيَّات». (انتهى).    وكأنَّ هذه الحياة أضحت أقرب إلى الصِّراع الدائم منها إلى الصراخ العارض، وتنازع المقدرات حكماً ورأياً وغلاً في كل حال، وكأنما المطلب الدائم بمن نتكسَّب وننتفع ونفوز بغض النظر عن الآليات..

صناعة التخلف!

صناعة التخلف!   طالب فداع الشريم      منذ أوائل الخمسينات وبعد ظهور الدول التي استقلت وأطلق عليها مسمى العالم الثالث، والكثير من الأدبيات تعمل على دراسة مشكلاتها وقضاياها لمعرفة الأسباب التي تكفل لها النهوض الاجتماعي، واتخذت هذه الدراسات وجهات متعددة، وأضافت للمكتبة العربية الكثير من المراجع التي تستحق أن يشار لها.      يقول د. مصطفى حجازي في كتاب التخلف الاجتماعي: «إن التركيز الأساسي تمحور حول الاقتصاد، والصناعة، والعناية بالسكان (صحة، تعليم، تغذية، إعمار، إلى آخره…) فنشأ عن ذلك علم اقتصاد، وعلم اجتماع التخلف، ولكن الإنسان المتخلف لم يعط الاهتمام نفسه الذي وجّه إلى البنى الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية». (انتهى الاقتباس).      إن واقع الحال الذي نعيشه اليوم ونحن في عام 2012 يسوقنا لحقائق مفجعة لأولو الألباب، مردها العزلة التامة عن مواكبة الحضارة الإنسانية المعاصرة في شتى مجالات الحياة، وما هذا التخلف إلا نتاجها الذي لا يزال يضرب في خاصرة البنية الاجتماعية أمام اضمحلال الفكر الذي يسّير سياسات هذه الدول، فطال أمد العزلة، وتاه المجتمع في الركض خلف قضايا هامشية، ت

المسؤولية المتوعكة!

   يعاني بعض المسؤولين من وعكة عقلية، تظهر من خلال السلوك الذي يطغى على كثير من جوانب حياتهم العملية "المعلبة" والمغلفة بكثير من قشور الوجاهة.. لقد أصبح هذا الأمر ظاهرة إجتماعية يتم تقبلها وتوارثها مع آليات مايسمى بالتعديلات الوزارية والإدارية في البلد، فقد يحدث التغيير للتغيير فحسب!.. ويرافقه كثيراً من الهالات والأضواء ويستمر تمجيد هذا الإجراء أياماً وأسابيع! ويُسبَق عليه ضروب الحكمة وبعد النظر.. تمضي المواسم والنتائج <<كما كنت>> لا شئ يذكر، فمتى أخر مرة عم المجتمع فيها الفرح والفخر والزهوا، كل المجتمع؟! إثر قرار يُقر ليستقر في ذاكرة الأجيال القادمة!.     دعونا من المثاليات وشكلياتها المزيفة.. ولنحاول تنشيط الذاكرة ونحدد ذلك التغيير الذي جاء بأهدافه المعلنة، من خلال ذكر النتائج على أرض الواقع، والذي تلاه الرضا العام!.. متى؟ وأين؟..      لقد كبر سنام الجمود، ونضب التجديد من العقول، وتحول نظام القطيع إلى المسؤولين فأصبحوا يقلدون بعضهم، في الحركات، والعلاقات، والسمات الشخصية المصطنعة، يكذبون على أنفسهم، تجد أحدهم وكأنه قد حقن رقبته بكيلوا من مادة السيلكو

ما الذي نبتغيه ؟!

صورة
ما الذي نبتغيه ؟! طالب فداع الشريم ما الذي نبتغيه؟.. سؤال بسيط جداً يستطيع قوله من ليس لديه ما يؤديه في هذه الحياة! نتجمل وننظّر وننتقد ونشرّح الصورة التي نتذمر منها! نكسرها ونعود نرسم إطارها من جديد، بنفس الأدوات، ندافع وننافح عن ما نعتقده ونميل إليه ولكن! هو ليس أي لكن.. إنه السؤال الكبير الذي تبلدت إزاءه عقول من يطلق عليهم النخبة، إنها ضبابية الرؤية، وخذلان الهمة! صورة آنية لأنفسنا نريد الآخر أن يعتقد فيها! ننتزع «الأنا»، يعني شوفوني!، افهموني فحسب!، لم يعاني هذا الجيل أكثر من اختزال مجتمعه بإطار الفردية.    (طيب على ماذا نفهمك؟).. تريدنا أن نؤمن بقدراتك الفردية؟ وبعد؟. أليست هي رؤيتك التي تتمحور حول الكسب الآني وستجد من يرفع لك الطار إن عرفت مبادئ اللعبة! فما أكثر المطبلين حين يجدون كتفك سلماً ممهداً يصعدون على أطرافك فيبادلونك المهام! شد لي وأقطع لك.لقد تقطعت مفاصل المجتمع! وتفتت ركائز الحياة! وتتابعت دوائر الزمن والناس في سبات عميق! هل يعقلون ما نحن فيه من تقهقر؟ أشك إن كانوا يعلمون! وإن علموا فإنهم يعتقدون أن البرية لا يعلمون! من مصلحتنا أن نبين أننا نتسابق أيّنا ي

المثقف بين نجوميته الخاصة وقضايا المجتمع

        أربعة أيام ما بين الماريوت ومركز الملك فهد الثقافي.. محاضرات ومطارحات ومساجلات ومشاهدات لقاءات جانبية وجماعية، في المسرح وممراته وفي «اللوبي» وصالة الطعام، جمع جميل أعدته وأخرجته وزارة الثقافة والإعلام، من خلال وكالتها للشؤون الثقافية وكل العاملين، وفي مقدمتهم معالي الوزير الراقي والخلوق عبدالعزيز خوجة، وكل منسوبي الوزارة الذين بذلوا وتعبوا وتلمسوا رضا الحضور، نجحت لقاءات البهو أو اللوبي أكثر، بل كانت تلك اللحظات جائرة على الدقائق والساعات، تشعر والأحاديث تتقاطع عشوائياً إنهم في عجلة حتى لا يسرقهم الوقت قبل التعبير عن الذات والرؤية الخاصة، وقليل من العامة.. والحقيقة يجب أن نؤمن بالاختلافات الجوهرية في التركيبة الاعتقادية لكل فرد تجاه معنى الثقافة وحدودها المكانية والزمانية.. قلت يجب أن نؤمن بالاختلافات، حتى نستطيع أن نتعايش ونتقابل مع السفسطائية الموغلة في تفاصيل كثير من اللقاءات.. فليس في علوم الإنسان حقائق قطعية الدلالة.    في هذا الملتقى حُمّلت الثقافة أكبر مما تحتمل، وتداخلت عدة مفاهيم كان يجب أن يتم تحديدها قبل البدء.. لقد تم إقحام الكثير من العادات، والتقاليد، والظو

مجتمع بلا معالم !

         قد تتشابه المجتمعات في البنية المؤسساتية، ولكنها بالتأكيد ستختلف في الانتاجية والرؤية والتنافسية والريادة، فلكل مجتمع صوته ورأيه وتأثيره ورسالته..    فقد سطع نجم الحضارة العربية الإسلامية وسيطرت ثقافتها على العالم حتى القرن الثاني عشر.. فتلقفتها المسيحية الغربية التي كانت ترزح تحت وطأة الكنيسة، وأخذت بعلوم قدماء العرب على الرغم من عداوتها للعروبة والإسلام، فأعلنت قتالنا بسلاحنا الثقافي، في الوقت الذي انشغلت فيه المجتمعات العربية الإسلامية عن إرثها واستأثرت بالقشور ، واستمر هذا البعد، وسيستمر التشرذم مالم ينهض الوعي الجمعي لاسترداد رسالتنا العظيمة.        كثيراً ما نسمع عن خصوصية مجتمعنا المعاصر، ولكننا لا نرى لهذه الخصوصية سمة نافذة إلى العالم، وكيف تنفذ وقد أصبحت بلا معالم - جئنا للحياة.. كبرنا.. وهرمنا.. ولم نقرأ سطراً واحداً يحكي علومها، وصناعاتها، وعدتها وعتادها، بل أصبح حاضرها بلا أثر، إنه الفراغ المسؤول؟!.. التاريخ لن يدونه.. فليس من مهامه كتابة الفراغ!!، فإلى أي جهة أمّم شطره؟! أ إلى الأعراب الأوائل؟.. أم سيعود إلى عرب القرون الوسطى المشرقة بالعلوم والفلسفة

قبل أن تصبح زائده دودية أو إصبعاً سادسة

                 كثيرة هي النماذج التي تتعايش معها. نماذج منا وفينا نحن البشر. لكنهم مختلفون. تجد أحدهم هيكلاً.. عرضاً وطولاً، ولكنه يقوم بدور الملحق لآدمي آخر يماثله القوام، ولكنه يختلف عنه في الاعتداد الذاتي والاعتزاز النفسي لأنه جرّد روحه من تفردها واستقلالها، فذابت وانصهرت بالآخر، ولم ولن يكون هو ذاك. فقد توقف طموحه عند الفتات وقشور الكماليات.    لقد انتشر دور الملحق وازدهر وأصبح له شأن كبير في شبه الجزيرة العربية إثر اكتشاف البترول، وصار للبيوت المترفة أكبر الملاحق التي تتوفر فيها وسائل السمر والترفيه. وراجت استخداماتها وتطور مفهومها. وأوغلت المادية بالأنفس حتى ظهرت نوعية من الناس تؤدي دور الملحق لإنسان مثله. لا يختلف عنه إلا بمقدار الهالة والضوء الموجه. فمن الناس من تراه صدى لآخر، يتبعه في النجدين خيره وشره. لسانه مؤجر وعقله معطل. أناس يضافون إلى أناس!.       طبعاً قد يتبادر لفطنة البعض صور وأمثلة كثيرة. وقد يجد البعض الآخر صعوبة في الربط بين قيم إنسانية ووجدانية ومحسوسات مادية خدمية. ويمكن القول، إن ظهور مثل هذه النماذج جاء نتيجة إفرازات ثقافة شاعت ولم تجد الممانعة الج

إعلام.. الذميمين!!

   قبل أن يبادرك ذهنك عند قراءتك لكلمة الذميمين بسؤال عريض، فإن المقصود فيها هنا هو الميل عن الجادة التي تتوسط الـ»إعلام» و»الذميمين».    فالإعلام الذي يمجد ويمدح بالمطلق وبالمجمل لا يقبله المنصف، وكذلك الإعلام الذي يقدح ويبالغ في ترسيخ القصور هو إعلام مظلم، وبالتالي تتساوى الكفتان في القيمة، عندما تحيدان عن الخط الحسن الذي يتوسطهما.    إن الواقع الذي يعيشه المواطن السعودي في الألفية الثالثة مختلف بكل تفاصيله عما سبق.    فلم يعد هناك مجال للإعلام الذي ينقل صورة تختلف عن الحقيقة التي لم تعد تخفى في ظل ثورة الاتصال، وظهور جيل الحزم الضوئية.    ومع كل ذلك المشهد لا تزال بعض وسائل الإعلام تغرد بصمم، وأصبحت كإعلام الدول الموسومة بالعالم الثالث، ذلك الإعلام الذي ينظر لجيله الجديد برؤية تشوبها الريبة، وقد تكون هي الرؤية التي ينظر بها إعلام الدول المتقدمة لدولنا العربية.    فهل نعيش ونرى ذلك الذي يقوم فيه الإعلام بدوره الذي يجب عليه من منطلق إسلامه وقيمه واستقلاله ورسالته العظيمة ووطنيته التي يفاخر بها أمام الآخر؟. طالب فداع الشريم ظهرت هذه المادة في صحيفة الشرق ا

التبعية وإلغاء معجزة التفرد

التبعية وإلغاء معجزة التفرد طالب فداع الشريم    كثيرة هي النماذج الإنسانية التي نتعايش معها.. نماذج منا وفينا نحن البشر.. لكنهم مختلفون .. تجد أحدهم هيكل.. عرض وطول.. ولكنه يقوم بدور الملحق لآدمي آخر.. يماثله القوام.. ولكنه يختلف عنه في الاعتداد الذاتي والاعتزاز النفسي.. فقد جرد التابع روحه من تفردها واستقلالها.. فذابت وانصهرت في الآخر، ولم ولن يكون هو ذاك.. فقد توقف طموحة عند الفتات والقشور والكماليات..    لقد أوغلت المادية في الأنفس حتى ظهر إنسان يؤدي دور الملحق لإنسان مثله.. لا يختلف عنه إلا بمقدار الهالة والضوء الموجه.. فمن الناس من تراه صدى لآخر.. يتبعه في النجدين خيره وشره.. لسانه مؤجر.. وعقله معطل.. أناس يضافون إلى أناس!!..    طبعاً قد يتبادر لفطنت البعض صور وأمثله كثيره.. وقد يجد البعض الآخر صعوبة في الربط بين قيم إنسانية ووجدانية.. ومحسوسات مادية خدمية كمصطلح الملحق الذي ينتشر في كثير من البيوت الكبيرة.. ولكن ما يمكن قوله.. إن ظهور مثل هذه النماذج جاء نتيجة الهوة الكبيرة بين الطبقة المترفة وطبقة المعدمين.. وإفرازات ثقافة شاعت ولم تجد الممانعة الجمعية أو ا

أغراض الحياة.. مؤقتة!!

أغراض الحياة.. مؤقتة!! طالب فداع الشريم تاريخ النشر : 09-11-2011 20:55    لا يوجد إنسان على وجه المعمورة لم يمارس الجري، والهروب المستمر، حتى في قرارته هروب إلى واقع آخر،غير واقعه الحالي،يجري منذ أن خرج من بطن أمه، يطوف محطات الحياة، لا يكاد يشبع أو يقتنع بأي منها،وتظل حاجاته لا نهائية، ومطالبه غير محددة، ولن تبقى رغباته ونزواته في حالة استقرار حتى وإن صح بدنه، فلا الطعام، ولا المال يكفيانه، ولن يجد الجنة التي يقاتل من أجلها في الدنيا،وإن طال به العمر،فالجنة فوق.. فوق.. وحري به أن يعلم هذه الحقيقة عقلاً وعملاً..    لو فكر كل واحد منا طويلاً وسأل نفسه.. ماذا كان يعمل طوال عمره؟.. فإن الإجابة لن تكون بتلك الصعوبة وإن اختلفت مضامينها، ولكن تبقى إجابة المفكر مصطفى محمود محل التأمل والتدقيق، حيث يقول:"كنت طول حياتي كالخادم الذي يتسلق سلالم عماره لا آخر لها.. يحمل طلباً مجهولاً إلى زبون مجهول في شقة مجهولة.. ويجري متسلقاً ليتوقف عند كل شقة ويطرقها فيخرج له شخص يتفرس فيه فلا يجد فيه ضالته فينطلق مهرولاً من جديد إلى دور آخر.. وآخر.. يداعبه الأمل في الوصول.. ولكنه يقع صريعاً على إحد

أ. ب. الاشتراكية.. وحرية السندباد

   في ليلة هادئة، استمتع فيها بخطأ الصبي الذي ساقه القدر أن يحمل رداء العمل لمنظف الملابس.. ويتركه في لحظة دهشة عند ساعة النوم.. حيث اكتشف فيها خلو شمعة التعليق من مكانه المعتاد الذي يسكنه كظله منذ ٢٢ عام..    بعد هول الموقف.. قرر أن يتجاهل تبعات هذا النسيان، وأوقف التفكير بالغد.. وأن يستمتع بخطئه الذي حمّله الصبي.. فهرول مسرعاً.. ليختلس سويعات السحر.. في حديقة مملكته.. التي غرس شجيراتها ونسقّها من بحر خياله.. بدون الاستعانة هذه المرة بمشورة الأصدقاء.. فلم يُرِد قِصار الخُطى أليها.. هب مسرعاً.. لأنه يعلم أن صديق السحر ينتظره بقدر شوقه إليه.. وبقدر همسات نسيم ليل قريته الحدودية، فهي طليعة الشمال، ورأس حربة الوطن في هذا الجزء، كالسهم الملتهب.. كالسحابة تسعة.. عندما كان يمطر خصوم المستديرة بجلد، وأدب لا يضاهى..    استقبله صديقه بحروفه المؤدبة، والأديبة، وقبل أن تحين لحظة الارتماء في أتون المقدمات، ورصف الديباجات، أنطلق به سحره، ففتح له صدره.. وحمله حيث فضاءات الحرف.. وخيالات السمو..    وبدأت المغامرة في أقاصي خلايا العقل.. وأعمق جينات عصيبات المخ.. وطار في طبقات الخيال، وصو

الإنسان.. بين طبيعته والتصّنع

   عندما تتروى وتستقر وتنظر إلى واقع المشهد من خلال صيرورة الحياة. وسيرورة الإنسان وكينونته، وتغيراتها المستمرة... تخرج من عقلك الواعي إلى عقلك اللاواعي حيث الخبرات المكبوتة التي تأسرها قدراتك المحكومة بمعايير الثقة الكامنة في النفس.    هنا تحضر علامات تعجب كثيرة إزاء ازدواجية الإنسان وطبيعته المتناقضة، وواقعه المؤلم وفكره البائس. فهذا الكائن الضعيف الجبار تجده في بعض المواقف كالغريق الذي يخيل له أن القش الذي يتقرب إليه هو طوق النجاة، وتجده في مواقف أخرى كالطاووس، أنفه إلى السماء، يعيش حالة من الزهو المفرط. يتجمل، يضخم مناقبه وبطولاته التي لا يراها سواه.    هناك كثيرون من الناس الذين يعانون من عدم مقدرتهم على تقبل واقعهم فيميل أحدهم عبثاً إلى التمثيل الهزيل على الصورة ظاناً أنه يغير من واقعه الذي يأسره. ومنهم من يجد نفسه في موقع ليس له فيحاول جدلاً محاكاة واقع لا يتوافق مع طبيعته، فقد وجدها في المكان الخطأ، وبدلاً من أن يبادر هو بمصارحة نفسه والوقوف أمام جنوح الرغبات تجده يكابر، ويتقمص أدواراً ليست له ولا تتوافق مع طبيعته، محاكياً مشية الغراب.    العجيب أن هذا الكائن تع

السعوديون بين التلاصق والسعة.. والعلاج بالكي

   دائماً ما يبحث الإنسان عن العيش في منطقة من الأرض تكون صالحة للسكنى، تتوفر فيها مقومات العيش الكريم.. وأبسط تلك المقومات رغيف ساخن، وماء صالح للشرب، وظل وتبريد، مع حفظ الاعتبارات الفردية الشخصية..    وبحكم اجتماعية الإنسان، وعدم قدرته العيش وحيداً كالسندباد، فإنه مُلزم عليه البحث عن التجمعات البشرية التي تقطن الأماكن السكنية التي تتوفر فيها المرافق الخدمية التي تمس أحتياجات الناس، والمراكز الطبية المتطورة المهيئة بأجهزة عالية التقنية للاستشفاء، ومؤسسات التعليم.. والبحث عن تأمين المال الكافي الذي يستره ويأمّن له مستلزمات الحياة الضرورية.. كما جاء في التراث الصيني: "علمني الصيد، ولا تعطيني سمكة" ..       وفي بعض المدن التي تغص بملايين البشر من كل جنس ولون، وزحمت سير المركبات، والناقلات المتنوعة الجديد منها والخرب.. كالرياض مثلاً.. التي تعاني من ضيق الوقت والمساحات، مما أثر على رحابة الصدر، وعلى كثيراً من الجوانب الإنسانية، نتيجة طبيعة المدينة المتدكدسة، وشوارعها المكتظة، وأجناسها المختلفة.. كتل من البشر، وصخب مجلجل من أصوات المركبات، وغيوم من عوادم السيارات الخان

محفزات اللاعب

محفزات اللاعب طالب فداع الشريم تاريخ النشر : 29-11-2011 21:39    انطلاقًا من توجه سعودي سبورت الرامي إلى تقديم طرح مبني على معلومة تستند على أسس علمية.. فقد قدمت لنا في عددها 28 دراسة ميدانية قامت بها الصحيفة.. وساقت عددًا من المخاطر التي تهدد استمرارية اللاعب السعودي.. وهذا سبب كافٍ لبحث المحفزات الإيجابية التي تكفل استمرارية اللاعب في تقديم النتائج المثمرة..    لا شك أن كل لاعب كرة يمنّي نفسه بالظهور والإبداع والاستحواذ على الأضواء والمال والنجومية وإرضاء نفسه والعشاق.. وإحداث الفارق وإضافة القيمة والتأثير لفريقه ورياضة الوطن.. ولكن تبقى كل تلك رغبات كامنة حتى تتوفر له العوامل والاشتراطات الداخلية.. محفزات يهيئها هو لنفسه.. مصدرها ومنبعها داخلي محض.. من خلال اعتزازه واعتداده بذاته.. ومن خلال السيطرة على سلوكه.. بحيث يصبح له موجه واعٍ.. يستطيع تحديد الجوانب والاعتبارات المهمة لزيادة الدافعية لتحقيق الاهداف المرغوبة.. ومن أهم المعايير التي يجب أن يحتكم لها.. اعتبارات الإرادة المستقلة الناتجة من الذات وهو مايسميه علماء النفس بِـ "القرار الباطني للعب"..    ويأتي