المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٣

دعاة النظريات الوافدة - الصراع الوجودي - مجلة أحوال المعرفة

صورة
 دعاة النظريات الوافدة  تثاقفا من تربة لها ظروفها العقدية والأيديولوجية | الصراع الوجودي د. طالب فداع الشريم                                                           مجلة أحوال المعرفة   الصراع الوجودي يدرك سين أو لا يدرك أن الوجودية نظرية فلسفية ومذهب فكري، لها ما لها وعليها ما عليها، إن إيجابا أو سلبا، وربما هو يعلم أو لا يعلم أنه من دعاة النظريات المستوردة، والهجينة أو الوافدة تثاقفا من تربة لها ظروفها العقدية، والسياسية، والتقاليدية، ويعرف أو لا يعرف أن كل فكر إنساني هو بالضرورة قابل للأخذ والرد.. وكل فكرة فلسفية إنسانية سواء كان يعارضها أو يأخذ بها ستكون مدرجة ضمن العلوم الإنسانية غير القطعية، وبالتالي ستحمل دائما في معزلها بذور فنائها وموتها، أو قابلية البناء عليها وإحيائها. إن حياة هذا السين المقذوف في الدنيا مليئة بالصراعات الوجودية، من صباحاته الأولى إلى مساءاته المتأخرة، ومن ربيع عمره حتى خريفه، ولا يعنيه مقولة أن الوجود سابق على الماهية، وربما لم يسبق أن سمع بها، وإن سمع بها لن يأخذ بها لتعارضها مع قيمه، أو دينه، أو موروثه، ولكنه مع ذلك سمع وطرب وأنتظر إثبات الوجود، وفرض ا

معادلة الأنا .. ألآخر

صورة
معادلة الأنا .. الآخر  ا لأنا ذات، الآخر موضوعات، الأنا عقل محض والآخر مفارق.. على المستوى الفردي، والجماعات، والدول وصولا للأمم...   لن نحتاج إلى كبير عناء للولوج إلى مفهوم المعادلة التي تتشكل من «الأنا-الآخر»، من مستوى الفرد صعوداً إلى الجماعة وإلى العشيرة حتى انتقلت لتنظيم حضارة ما بمواجهة الحضارات الأخرى، هكذا علاقة يُتفق على ترابطها، ويحضر الاختلاف حول مفهومها. فقد نشأت هذه الجدلية مع دراسات الاستشراق بما أنه رؤية هذا الشرق من خلال الغرب.. فأخذ الغرب دور «الأنا» وأصبح ذاتاً، واعتبر اللاغرب هو «الآخر» وأحاله إلى موضوع، أنا دارسة، وآخر مدروس ، ويمكن لنا القول، إنها حالة تخضع لمن يمتلك أدوات القوة، إزاء من لا يمتلكها، مركب قوة ولدى الآخر مركب نقص.. إنها حالة حوار في وقت أصبح هذا الأمر محوراً ومنطلقاً للنتاج الفكري منذ عقدين، بل إنه أصبح في نظر مفكري هذا العصر هاجس كل التيارات الفكرية والأيديولوجية، للتأسيس كما يقول مجدي ممدوح في كتابه إشكاليات فلسفية معاصرة، للحقبة التاريخية المقبلة التي ينعتها بعضهم بعصر المدينة، وهذا يستتبع بالضرورة التأسيس لعلاقة جديدة وإرساء معادلة بين الذوات الم

نظرية المعرفة عند الفارابي

  نظرية المعرفة عند الفارابي   د. طالب فدّاع الشريم                                                   المعرفة الحسية،  المعرفة العقلية،  المعرفة الإشراقية.. النظرية. الفارابي       رغم إن أبو نصر الفارابي (870-950) لم يضع نظرية خاصة ومستقلة في المعرفة الإنسانية كما فعل في بعض نظرياته التي تخص السياسة والتصوف والموسيقى والماوراء وغيرها. إلا أن أفكاره في نظرية المعرفة جاءت منثورة التوزيع بين طيات مؤلفاته وذلك من خلال معالجاته وتشخيصاته إلى النفس وقواها من ناحية. وإلى العلوم العقلية والإلهية من ناحية أخرى. وهنا نود أن نتعقب أقوال الفارابي المتفرقة في هذا المضمار محاولين جهد المستطاع إلى تبيان عناصر هذه النظرية.   المعرفة الحسية بنص الفارابي في: "كتاب الجمع بين رأي الحكيمين" على إن المعرفة التي تحصل عليها النفس البشرية تكون عن طريق الحس. فالحواس هي إدراك الجزئيات، ومنها تحصل الكليات التي هي التجارب على الحقيقة. وليس العقل شيئاً غير التجارب، وكلما كانت هذه التجارب أكثر كانت النفس أتم عقلاً. بيد أن المعرفة حسب رأي الفارابي لا تحصل هكذا بالإنسان من خلال إدراك مباشر للحس بالمحسوسات،