المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

«المعرفة» وكتّاب الرأي والسيف

كتب خالد السيف، في صحيفة «الشرق» مقالاً استعرض من خلاله كتّاب الرأي في الصحافة السعودية.. وعنونه بـ «دُلّوني على: «كاتبِ رَأي» في صِحافتِنَا»، كناية عن ندرتهم في هذا المجال.. وقال واصفاً الحال الذي هم عليه: «أن يقتاتَ على: «موائدِ العوامِ» فَيَصنعونَ لهُ رؤيتَهُ حيالَ أيّ مُستجدٍّ، ثُمّ لا يلبث أنّ يُعيدَ لهم مُنتَجَ ثرثرتِهم ثانيةً في هذه الصحيفةِ أو في تلك»، وأضاف: هو أندرُ من: «الكبريت الأحمرِ»، ويظهر لي أن المؤشر لديه اتّجه إلى فئتين فقط، وهذا من وجهة نظري حصرٌ مخلٌّ بغض النظر عن النوعية التي يراد عرضها.. لأن «الرأي» كمصطلح يتضمن عديدا من العناوين العريضة.. هناك رأي الشارع، رأي المنظمات، رأي موجّه، رأي فردي، رأي مبتسر أو متحيز، رأي مسبق، رأي نظيف، رأي قانوني.. ورأي عام.. وهكذا.. هذا إذا فصلنا المصطلح عن المقصود لديه. وعليه فإن رأيي في هذا.. أن الكاتب السيف قد بيّن ظاهرة جلية تنحو باتجاه تكرار قول الشارع.. متقاطعةً مع المراسلين.. بمعنى إعادة الخبر بصيغة تتحكم فيها مفردات منمّقة أكثر مما ذكره ناقل الخبر.. وقد أجاد السيف، عندما ذكر في سياق المقالة أن هؤلاء ين

معادلة الفوضى والعدالة

                   معادلة الفوضى والعدالة   العدالة الاجتماعية تؤلف القلوب، وتقرب المتباعدين، وتضبط جمع المجتمعات، وهي مدعاة فخر للشعوب.. بغيابها يوسم المجتمع ومؤسساته بسمة الفوضى.. وكم نزلت هذه المفردة وبسطت نفوذها على الذاكرة في مجتمعاتنا العربية!  عدالة، وفوضى.. مصطلحان لا يجتمعان في وادٍ ذي زرع.. فالعدالة الاجتماعية هي العدل والإنصاف بين الناس كافة.. فلا تختزل لأنها كلٌ متكامل.. إن حضرت تحضر بجوهرها لا بأعراضها.. يقول الكواكبي: «إن العقلاء يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة». وقد سلم بها أهل العلم الشرعي، وكذلك الفلاسفة من قديم، ويسلم بها اليوم كل ذي عقل كأحدى الفضائل الأربع مع الحكمة والشجاعة والعفة.  إن قضية تعارض دعوى معينة، مقابل دعوى هو النقيض المنشئ للفوضى، واختلاط القيم، واختلال النظام العام، حتى يقال في هذه الحالة «قومٌ فوضى»، فالمتناقضان لا يجتمعان، ولكن يمكن أن يرتفعا، كخلط لونين معاً مما ينتج عنهما لون واحد جديد.. أما المتضادان لا يجتمعان ولا يرتفعان.  وبعد هذه المقدمة الاصطلاحية الموجزة، أما آن لنا معرفة هذا الشيء الذي يؤدي إلى إسباغ الفوضى عل

الصحة هي الأمن يا وزيرها

              الصحة هي الأمن يا وزيرها   كم سعدنا وسعد الوطن عندما كان مشرطه في غرفة العمليات.. يفصل ويربط ويعيد حياة الناس للعيش بعد أمر الله تعالى.. إنه معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة.. كباني لأحد منجزات الوطن التي نفاخر فيها. ولكن دوام الحال من المحال.. فبعد أن أصبح وزيراً لكل صحة الناس في بلدي.. لم يتقدم للأمام.. بل بقي مع الماضي مرتبطاً كارتباط السياميين الذين أبدع في فصلهم.. ولم يستطيع فصلها عن عمله كوزير يدير الصحة العامة للناس.. كثيرة هي القضايا المؤرقة لصحة الناس في أطراف السعودية المترامية.. والتي تحتاج أكثر من وزير صحة لكل منطقة.. أو العمل بخطة طويلة الأمد لجعل هذه المناطق تكتفي بأنباءها من خلال انتداب عدد منتخب لتخصصات دقيقة، وتجهيز منشآت قادرة على توفير ما يجده المريض في المدن الثلاث الكبيرة، وبالتالي إغلاق هذه الفجوة الاجتماعية بين ما يأمله الناس هناك وما هو واقع بعيد عنهم. فقد ظهر في الوئام صبيحة يوم السبت 2 مارس 2013 خبر طلب المواطن فهد الزياد من سكان سكاكا في منطقة الجوف لطائرة إخلاء من دولة الأردن الشقيقة، ومن ماله الخاص بدفع أكثر من 52 ألف فقط لنقل أبن

دراسة المنهج في اختلال السلوك!

                 دراسة المنهج في اختلال السلوك؟   لقد كان منظراً مؤسفاً من جهة.. وإضاءة من جهة أخرى.. ذلك الذي كان عليه حال العشرات من شبابنا وهم يتهافتون فوق الأنقاض في حادثة شاحنة الغاز تحت كبري الحرس الوطني في الرياض.  وقبل الشروع في باب التساؤلات التي قد تطرق أبواب الإجابات الشافية، لابد وأن نذكر الجانب الحسن من الصورة.. فقد شاهدنا العشرات أيضاً من شبابنا وهم يبادرون من تلقاء أنفسهم لمد يد العون بكل طاقاتهم.. منهم من حمل خراطيش المياه، ومنهم من ساعد في الإنقاذ، وكذلك المشاركة مع فرق الإسعاف، ووقف الكثير منهم مشكلين طوابير على بنوك الدم للتبرع بدمائهم في مشهد يثير الغبطة ويرسم إطار المُثل لهذا المجتمع الذي يتَّكئ على موروثات حضارية عظيمة.  ولأن المجتمعات الحية تتوقد لتنهض، فإنها تقف عند الظواهر السلبية لتمحيص أسبابها ودراستها للتمكن من تقويضها، ومن تلك الظواهر أفعال أولئك الذين قاموا باقتحام إحدى المؤسسات التجارية المتضررة من الحادث، وتهافتوا فوق الأنقاض لحمل ما يقع تحت أيديهم وكأنها غنائم يشرع اقتناؤها!  مظهر لابد وأن تخطئه كل الإجابات قبل معرفة الأسئلة: هل مصدر تلك

من يملك حق النقد؟

من يملك حق النقد؟ لا أحد أولى من غيره في ممارسة النقد، إذ أصبحنا نعيش في وسط تتكاثر فيه النجوم المبهرجة بأضواء المتابعين.. نجوم أرضية بأرقام وإحصائيات تنافس بعددها نجوم السماء.. ولكن السؤال الذي يجب أن تكون له إجابة: هو أي بضاعة يحمل هؤلاء؟ وما القيمة التي يقدمونها لمجتمعهم؟ في الوقت الذي يقبع الحال الجمعي في مؤخرة الأمم عملاً، وإن زخرت موروثاته بالقيم الكفيلة بانتشاله من الوهن الراهن إلى الريادة المنشودة!. توجد لدينا وفرة وسائل، وضمور قيمة، فالوسائل الإلكترونية ومنها قنوات التلفزة الفضائية، والإذاعات المسموعة، والصحف المقروءة، وشبكات التواصل الاجتماعي، تتكاثر بشكل لحظي، مما يشرع للأسئلة أن تكون حاضرة لتتلمس لنا نوعية المواد التي تعنى بها وقيمتها، ومنهجيتها، ومدى تأثيرها على تحويل وتشييد الفكر العام. لا أرى من وجهة نظري البسيطة أن تلك الوسائل قد قدمت أو ستقدم مستقبلاً عملاً تنويرياً مؤثراً للارتقاء العام بالفكر، والقيام بدور تثقيفي للمجتمع! بسبب أن الدور المعلن لتلك الوسائل والمؤسسات الإعلامية هو الدور التثقيفي، ولا يمكن أن تصل لهذا الهدف ما بقيت أسيرة الانتماء الذي يقف بمسافة طويلة

تهافت نظرية التنبؤ بالمستقبل

                     تهافت نظرية التنبؤ بالمستقبل   هناك كثير من النظريات العلمية التي يُعمل بها في المناهج الدراسية، والتي يؤخذ بها كما هي، حتى يخرج ما ينقضها، ويتبعه آخر ينسف ما جاء به سابقوه، وهكذا.. أما نحن فنجهز أنفسنا لتلقي نظريات هؤلاء القوم!  ومن تلك النظريات التي شاعت في عصور التحولات الغربية، نظرية ماركس (التطور في الواقع الاجتماعي) والتي بناها على إثر النجاحات الباهرة للاكتشافات العلمية التجريبية، وأراد نقلها للعلوم الإنسانية.. ولزمن طويل كان كثير يؤمن بها.  والحقيقة الجلية التي لا يخالطها شك أن العالم قفز كثيراً في سلم علم الطبيعة النظري، وأثبت نظرياته بإمكان قبولها للتجريب، ومبدأ الحتمية، والتنبؤات، والتكذيب، والتصويب باستمرار.. وتبقى وجهة النظر المقابلة التي ترفض الخلط بين العلوم الطبيعية التجريبية، والعلوم الاجتماعية البشرية، محل قبول..   وقد أحدث ظهور كتاب (عقم المذهب التاريخي أو عقم التاريخانية، لكارل بوبر 1956) والذي ترجمه للعربية عبدالحميد صبرة في طبعته الأولى 1992، وهنا يتضح الفارق الزمني الكبير بين صدوره، وبين وصوله مترجماً للغة العربية.. أحدث تحولاً ك

المسؤولية.. وكسب الثقة

                       المسؤولية.. وكسب الثقة إ ن المسؤول الذي يعي ضرورة وأهمية ثقة المجتمع، لابد أن يحرص على بناء جسور هذه الثقة، ويعمل على كسبها، من خلال تقديم الرعاية المؤسسة على أسس تكفل توفرها لكل المواطنين، ويستطيع هذا المسؤول تلمس احتياجات أفراد مجتمعه ومعالجة القصور من بداياتها الأولى قبل أن تستفحل وتصبح ظاهرة، وبالتالي تتشكل وتصبح سمة يتم رمقها ولكن لا يتم التصريح بها، وتتابع مؤشرها، من خلال سلامة الأداء، أو ما يتبع وقوع القصور من شيوع ردود فعل اجتماعي، يتشكل على إثره قضية رأي عام. كثيرة هي الحوادث الطارئة، والملمات التي تتوالى تباعاً على أرض الوطن، إهمال وحرائق، طرق ملتوية، كل تلك لها أسباب بعد الإيمان بالقضاء والقدر. إن الواقع مغاير للمأمول، والتعامل مع تلك الوقائع دائماً ما يكون من خلال المسكنات الوقتية، حتى نشأت ذاكرة اجتماعية تتسم بالانفصام والانفصال، وأصبحت هذه الذاكرة عاجزة عن رؤية الظواهر التي تستحق المعالجة. إن المسؤول الحكومي الذي يعي ثقل الأمانة أمام الله أولاً، وأهمية مشاركته بعلمه وصلاحياته، وبما يتوافر لديه من إمكانات مادية وأدوات بشرية، هو من سيعمل لبناء الو

كل جديد يسكنه ماضٍ

                        كل جديد يسكنه ماضٍ سُنّة الموجودات في هذا الكون التبدل، من خلال ديمومة الحركة.. والتغيير المستمرين.. وكل متحرك هو بالضرورة مستكمل.. أي ينشد وجه الكمال الذي يراهـ بالضفة الأخرى.. التي يسعى بحركته للوصول إليها.. قد يكون المرجح والداعي للبدء بالفعل هو إما حالة عشقية.. أو تكون حالة قهرية.. فالقوي سيدٌ للضعيف.. والمجرات الصغيرة أفنت عمرها تابعة للمجرات الأكبر منها..   هذا في حالة الكون.. والأنفس البشرية جزء لا يتجزء من جزيئات هذا الكون دائمة السير.. فما سكن منها قد انتهت فيه الحياة.. وجريان النهر المستمر تجديد، وركود البحيرة تراكم مخلفات وعوالق، وهناك من الأنفس جارية متجددة نقية، ومنها راكد آسن محملة بمخلفات الأمس.. إن معرفتنا بأوجه الأشياء المتعددة، يزيح قيود الرؤية الأحادية.. يضيف مساحة من الحرية.. يتيح مسارات العودة والاستمرار.. لا القطع.. وما نطلق عليه الجديد في أمر ما.. هو بالضرورة أيضاً جديد قد سكنه ماضٍ كمن في الذات وأصبح أُسًا، وسلمًا للبناء المستحدث.. طبعاً قد يتبادر للمتلقي سؤال مشروع وماذا بعد كل هذا؟ الجواب.. "المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبا

خطورة.. لا

                        خطورة.. لا لا .. كلمة خطيرة تختلط في بدايتها مع الأهواء، وقد تتدحرج ململمة أطرافها لتستقر في المعقول .. إذ يتحول معناها المشتت لقيم ذات أهداف منظمة .. وتكون لها أحوال تتفاوت ما بين صواب ذكرها وخطئه .. تكون لبنة بناء .. أو تكون معول هدم .. حسنة وفضيلة .. أو ذنبًا ورذيلة. لقد وهب الله تعالى الإرادة المعقولة لجنس الإنسان من بين كل مخلوقاته .. وأطلق له الحرية في كونه .. وجعل ضابطها يزرع من داخله .. ينبع من ذاته .. وأنزل عليه كلمة الفصل .. للاسترشاد بما جاءت به .. ولكن لازال هناك من يقول .. لا أريكم إلا ما أرى! إن الوعي كالبذرة .. قد تراها نمت وأثمرت ولو لم يقوم على سقايتها فاعل عن قصد .. وهذه سنن ربانية .. فالشباب اليوم ليسوا هم شباب الأمس .. يقول جبران خليل : أولادكم ليسوا لكم ، تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم ، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم ، لأن لهم أفكارًا خاصة بهم " ..   وفي هذا السياق نذكر مقولة أخرى "أولادكم خلقوا لزمان غير زمانكم" .. فالتثقف لا تحده حدود .. ولا تمنعه سدود .. وهذا أمر لا يحتاج في استشرافه