الصحة هي الأمن يا وزيرها

              الصحة هي الأمن يا وزيرها

 
كم سعدنا وسعد الوطن عندما كان مشرطه في غرفة العمليات.. يفصل ويربط ويعيد حياة الناس للعيش بعد أمر الله تعالى.. إنه معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة.. كباني لأحد منجزات الوطن التي نفاخر فيها. ولكن دوام الحال من المحال.. فبعد أن أصبح وزيراً لكل صحة الناس في بلدي.. لم يتقدم للأمام.. بل بقي مع الماضي مرتبطاً كارتباط السياميين الذين أبدع في فصلهم..

ولم يستطيع فصلها عن عمله كوزير يدير الصحة العامة للناس.. كثيرة هي القضايا المؤرقة لصحة الناس في أطراف السعودية المترامية.. والتي تحتاج أكثر من وزير صحة لكل منطقة.. أو العمل بخطة طويلة الأمد لجعل هذه المناطق تكتفي بأنباءها من خلال انتداب عدد منتخب لتخصصات دقيقة، وتجهيز منشآت قادرة على توفير ما يجده المريض في المدن الثلاث الكبيرة، وبالتالي إغلاق هذه الفجوة الاجتماعية بين ما يأمله الناس هناك وما هو واقع بعيد عنهم.

فقد ظهر في الوئام صبيحة يوم السبت 2 مارس 2013 خبر طلب المواطن فهد الزياد من سكان سكاكا في منطقة الجوف لطائرة إخلاء من دولة الأردن الشقيقة، ومن ماله الخاص بدفع أكثر من 52 ألف فقط لنقل أبنه راكان لمستشفيات الأردن، عدا عن قيمة العلاج التي سيدفعها من جيبه.. وجاء في ثنايا الخبر تأخر الطائرة بسبب إغلاق بوابة الطوارئ! (وكأنه سجين مات سجانه)! يا معالي الوزير البلد بخير وفير ولله الحمد..

والمستشفيات لدينا مجهزة بالكوادر البشرية والمادية وعلى أعلى مستوى.. ولكن هل كل تلك لطبقة خاصة؟.. أنت من يجيب.. وهل هي لخدمة المدن الثلاث؟.. أنت من يجيب.. بالأمس قضية في الجنوب.. وقلنا قضاء وقدر.. وقبلها والآن في رفحاء، وعرعر، وطريف، وسكاكا، والقريات، وحفر الباطن، وحائل، هذا شمالاً.. وهناك أطراف أخرى لجسد البلد في الاتجاه الآخر.. نجاحك بوصول الخدمة لهؤلاء.. فالمدن الرئيسية مكتفية وفيها من يستطيع جلب أعتى الأطباء.. فالقوي هو من ينتصر للضعفاء.. فالمواطن في أي مكان من بلدي “سعودي”.. أليست مملكة الإنسانية..

إن كنت تراها كذلك.. فافعل ما يحقق هذه المقولة.. حتى لا تكون سبباً في توجيه السهام لخاصرة بلدك.. فالوعي الشعبي أصبح قادراً على معرفة وتمييز معايير الصالح العام عن المعايير التي تكون في صالح الخاصة.. فللمجتمع مشاعر.. تتحول للإيجاب أو للسلب حسب المردود الذي يمس حياتهم اليومية.. وهذا ملازم لأمن المجتمع أيضاً.. فليس الظلال حكراً على الخارجين عن النظام.. فالمسؤول الذي يثير الشارع ظال على بلده ومصالح المجتمع.. نقدرك كإنسان خلوق.. ولكننا نفصل عملك عن شخصك.. فافصل القصور عن إدارتك كما كنت تفصل أجساد السياميين بنجاح بارز.. وحقق الأمن العلاجي كركيزة من ركائز الأمن الاجتماعي الهام والضروري لدولة تنشد التقدم المعلن.


طالب فداع الشريم
taleb1423@

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر