أغراض الحياة.. مؤقتة!!



أغراض الحياة.. مؤقتة!!
طالب فداع الشريم
تاريخ النشر : 09-11-2011 20:55

   لا يوجد إنسان على وجه المعمورة لم يمارس الجري، والهروب المستمر، حتى في قرارته هروب إلى واقع آخر،غير واقعه الحالي،يجري منذ أن خرج من بطن أمه، يطوف محطات الحياة، لا يكاد يشبع أو يقتنع بأي منها،وتظل حاجاته لا نهائية، ومطالبه غير محددة، ولن تبقى رغباته ونزواته في حالة استقرار حتى وإن صح بدنه، فلا الطعام، ولا المال يكفيانه، ولن يجد الجنة التي يقاتل من أجلها في الدنيا،وإن طال به العمر،فالجنة فوق.. فوق.. وحري به أن يعلم هذه الحقيقة عقلاً وعملاً..

   لو فكر كل واحد منا طويلاً وسأل نفسه.. ماذا كان يعمل طوال عمره؟.. فإن الإجابة لن تكون بتلك الصعوبة وإن اختلفت مضامينها، ولكن تبقى إجابة المفكر مصطفى محمود محل التأمل والتدقيق، حيث يقول:"كنت طول حياتي كالخادم الذي يتسلق سلالم عماره لا آخر لها.. يحمل طلباً مجهولاً إلى زبون مجهول في شقة مجهولة.. ويجري متسلقاً ليتوقف عند كل شقة ويطرقها فيخرج له شخص يتفرس فيه فلا يجد فيه ضالته فينطلق مهرولاً من جديد إلى دور آخر.. وآخر.. يداعبه الأمل في الوصول.. ولكنه يقع صريعاً على إحدى درجات السلم السحري.. ثم يموت كالعادة دائماً قبل أن يصل إلى غايته.. إننا لا نعرف ماذا نستهدف بالضبط؟".

   إنها محطات على طريق هذا السلم الحلزوني الصاعد إلى مالا نهاية.. في ناطحة السحاب التي أسمها الدنيا.. محطات مؤقتة.. لا نكتفي بها، وليس لدينا الوقت لنبني،ولم نحسن استعمال الأدوات المتاحة لنحرث العقول.. أسرعت الأقدام حتى نسينا أن نزرع الفكر ، ونقدم العون بصدق، ونهب الحياة التي أصلها الحب،وأساسها الإيمان بالله،وحقيقتها الترحال، فماذا قدمنا لأنفسنا والمجتمع؟.. وهل أصبحنا متاع للحياة.. بحروبنا التي لا تنتهي؟.. ولماذا نسبق الجدل على المتغيرات؟.. وقوانين الله ثابتة.. نافذة.. أما قوانين الأرض فهي متغيرة.. فقليل من الإنسانية لهذا العمر القصير لنستنشق عبق الخيرية.. ولتمضي الحياة بمناشطها ومعاملاتها بيسر وهدوووووء..

من النافذة..

الأشرار يطيعون بدافع الخوف..
والطيبون يطيعون بدافع الحب..

taleb1423@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر