قبل أن تصبح زائده دودية أو إصبعاً سادسة

      
          كثيرة هي النماذج التي تتعايش معها. نماذج منا وفينا نحن البشر. لكنهم مختلفون. تجد أحدهم هيكلاً.. عرضاً وطولاً، ولكنه يقوم بدور الملحق لآدمي آخر يماثله القوام، ولكنه يختلف عنه في الاعتداد الذاتي والاعتزاز النفسي لأنه جرّد روحه من تفردها واستقلالها، فذابت وانصهرت بالآخر، ولم ولن يكون هو ذاك. فقد توقف طموحه عند الفتات وقشور الكماليات.
   لقد انتشر دور الملحق وازدهر وأصبح له شأن كبير في شبه الجزيرة العربية إثر اكتشاف البترول، وصار للبيوت المترفة أكبر الملاحق التي تتوفر فيها وسائل السمر والترفيه. وراجت استخداماتها وتطور مفهومها. وأوغلت المادية بالأنفس حتى ظهرت نوعية من الناس تؤدي دور الملحق لإنسان مثله. لا يختلف عنه إلا بمقدار الهالة والضوء الموجه. فمن الناس من تراه صدى لآخر، يتبعه في النجدين خيره وشره. لسانه مؤجر وعقله معطل. أناس يضافون إلى أناس!.
  
   طبعاً قد يتبادر لفطنة البعض صور وأمثلة كثيرة. وقد يجد البعض الآخر صعوبة في الربط بين قيم إنسانية ووجدانية ومحسوسات مادية خدمية. ويمكن القول، إن ظهور مثل هذه النماذج جاء نتيجة إفرازات ثقافة شاعت ولم تجد الممانعة الجمعية أو المجتمعية، مما سوّق لظهورها إعلامياً وعلى قنوات تمثل صوت الشارع العربي، وصحف يُعتقد أنها مرموقة، فتحولت المُثل والقيم التي كان يجب أن يتمثلها المثقف أو المتعلم من الظواهر الغريبة والمنفية!.

   ومن الممكن أن تتحدث مع نفسك وتتساءل: هل ارتضى هؤلاء على أنفسهم التمثل بالزائدة الدودية؟. أو بالإصبع السادسة التي تظهر أحياناً في الأطراف؟!.

طالب فداع الشريم
ظهرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١) بتاريخ (٢٠١١-١٢-٠٥)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر