ما الذي نبتغيه ؟!



ما الذي نبتغيه ؟!

طالب فداع الشريم
ما الذي نبتغيه؟.. سؤال بسيط جداً يستطيع قوله من ليس لديه ما يؤديه في هذه الحياة! نتجمل وننظّر وننتقد ونشرّح الصورة التي نتذمر منها! نكسرها ونعود نرسم إطارها من جديد، بنفس الأدوات، ندافع وننافح عن ما نعتقده ونميل إليه ولكن! هو ليس أي لكن.. إنه السؤال الكبير الذي تبلدت إزاءه عقول من يطلق عليهم النخبة، إنها ضبابية الرؤية، وخذلان الهمة! صورة آنية لأنفسنا نريد الآخر أن يعتقد فيها! ننتزع «الأنا»، يعني شوفوني!، افهموني فحسب!، لم يعاني هذا الجيل أكثر من اختزال مجتمعه بإطار الفردية.
   (طيب على ماذا نفهمك؟).. تريدنا أن نؤمن بقدراتك الفردية؟ وبعد؟. أليست هي رؤيتك التي تتمحور حول الكسب الآني وستجد من يرفع لك الطار إن عرفت مبادئ اللعبة! فما أكثر المطبلين حين يجدون كتفك سلماً ممهداً يصعدون على أطرافك فيبادلونك المهام! شد لي وأقطع لك.لقد تقطعت مفاصل المجتمع! وتفتت ركائز الحياة! وتتابعت دوائر الزمن والناس في سبات عميق! هل يعقلون ما نحن فيه من تقهقر؟ أشك إن كانوا يعلمون! وإن علموا فإنهم يعتقدون أن البرية لا يعلمون!
من مصلحتنا أن نبين أننا نتسابق أيّنا يمتلك أكبر الأرانب! ومن الحق أن نقول إننا أبعد عن الحق! ومن الصواب أن لا نقول إن المجتمع هلك! ولكن! وما أكثر الاستدراكات التي تنتظر دورها للإشارة إلى الفعل الملموس!
أعلم أنني في وسط المعمعة! وأعلم أيضاً أنني نتاج لمخرجات مجتمعي العزيز! ولكن سأرفع الصوت! وسأستهلك المحبرة والقرطاس! وإن نال مني بعضاً من مكوناته وعناصره! سألتجئ لـ»لكن» وإن مل مني.. فليس هو الوحيد الذي مل! سأجلد الحال حتى تتغير.. أليس دوامها من المحال؟!
أين نحن من لوح التاريخ؟ في أخمسه؟ في أوله؟ في أوسطه؟ أم قد رمانا ورضخنا لواقعه الذي لا يزال يرفضنا! سأعترف وأقول، يا نفس لا تموتي.. كوني يا نفس بذرة الليل وانتظري بزوغ نور الصبح وإن غطاه ركام الغيوم.. تلمسي يا نفس الأمل.. عسى أن يعترف الجمع بأننا لم نحدد بعد ما يجب أن نبتغيه.. وأن لا نوغل أكثر في الهرولة خارج التاريخ!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٤) صفحة (١٨) بتاريخ (٠٧-٠١-٢٠١٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر