التبعية وإلغاء معجزة التفرد



التبعية وإلغاء معجزة التفرد
طالب فداع الشريم

   كثيرة هي النماذج الإنسانية التي نتعايش معها.. نماذج منا وفينا نحن البشر.. لكنهم مختلفون .. تجد أحدهم هيكل.. عرض وطول.. ولكنه يقوم بدور الملحق لآدمي آخر.. يماثله القوام.. ولكنه يختلف عنه في الاعتداد الذاتي والاعتزاز النفسي.. فقد جرد التابع روحه من تفردها واستقلالها.. فذابت وانصهرت في الآخر، ولم ولن يكون هو ذاك.. فقد توقف طموحة عند الفتات والقشور والكماليات..

   لقد أوغلت المادية في الأنفس حتى ظهر إنسان يؤدي دور الملحق لإنسان مثله.. لا يختلف عنه إلا بمقدار الهالة والضوء الموجه.. فمن الناس من تراه صدى لآخر.. يتبعه في النجدين خيره وشره.. لسانه مؤجر.. وعقله معطل.. أناس يضافون إلى أناس!!..

   طبعاً قد يتبادر لفطنت البعض صور وأمثله كثيره.. وقد يجد البعض الآخر صعوبة في الربط بين قيم إنسانية ووجدانية.. ومحسوسات مادية خدمية كمصطلح الملحق الذي ينتشر في كثير من البيوت الكبيرة.. ولكن ما يمكن قوله.. إن ظهور مثل هذه النماذج جاء نتيجة الهوة الكبيرة بين الطبقة المترفة وطبقة المعدمين.. وإفرازات ثقافة شاعت ولم تجد الممانعة الجمعية أو المجتمعية.. مما سوق لظهورها إعلامياً وعلى قنوات تمثل صوت الشارع العربي.. ووسائل إعلام يُعتقد أنها مرموقة.. فتحولت المُثل والقيم التي كان يجب أن يتمثلها المثقف أو المتعلم إلى ظواهر غريبة ومنفية!..

   ومن الممكن أن تتحدث مع نفسك.. وتتساءل: هل ارتضى هؤلاء لأنفسهم التمثل بالزائدة الدودية؟.. أو بالأصبع السادسة التي تظهر في الأطراف!.. وأنت في خيفة ألا يسمعك أحد فيتهمك بالخروج عن المألوف.. فكيف ترضى هذه النفس التي كرمها الله أن تلحق بأحد وتصبح صدى له ملغية معجزة تفردها؟!..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر