المشاركات

قبل أن تصبح زائده دودية أو إصبعاً سادسة

                 كثيرة هي النماذج التي تتعايش معها. نماذج منا وفينا نحن البشر. لكنهم مختلفون. تجد أحدهم هيكلاً.. عرضاً وطولاً، ولكنه يقوم بدور الملحق لآدمي آخر يماثله القوام، ولكنه يختلف عنه في الاعتداد الذاتي والاعتزاز النفسي لأنه جرّد روحه من تفردها واستقلالها، فذابت وانصهرت بالآخر، ولم ولن يكون هو ذاك. فقد توقف طموحه عند الفتات وقشور الكماليات.    لقد انتشر دور الملحق وازدهر وأصبح له شأن كبير في شبه الجزيرة العربية إثر اكتشاف البترول، وصار للبيوت المترفة أكبر الملاحق التي تتوفر فيها وسائل السمر والترفيه. وراجت استخداماتها وتطور مفهومها. وأوغلت المادية بالأنفس حتى ظهرت نوعية من الناس تؤدي دور الملحق لإنسان مثله. لا يختلف عنه إلا بمقدار الهالة والضوء الموجه. فمن الناس من تراه صدى لآخر، يتبعه في النجدين خيره وشره. لسانه مؤجر وعقله معطل. أناس يضافون إلى أناس!.       طبعاً قد يتبادر لفطنة البعض صور وأمثلة كثيرة. وقد يجد البعض الآخر صعوبة في الربط بين قيم إنسانية ووجدانية ومحسوسات مادية خدمية. ويمكن القول، إن ظهور مثل هذه النماذج جاء نتيجة إفرازات ثقافة شاعت ولم تجد الممانعة الج

إعلام.. الذميمين!!

   قبل أن يبادرك ذهنك عند قراءتك لكلمة الذميمين بسؤال عريض، فإن المقصود فيها هنا هو الميل عن الجادة التي تتوسط الـ»إعلام» و»الذميمين».    فالإعلام الذي يمجد ويمدح بالمطلق وبالمجمل لا يقبله المنصف، وكذلك الإعلام الذي يقدح ويبالغ في ترسيخ القصور هو إعلام مظلم، وبالتالي تتساوى الكفتان في القيمة، عندما تحيدان عن الخط الحسن الذي يتوسطهما.    إن الواقع الذي يعيشه المواطن السعودي في الألفية الثالثة مختلف بكل تفاصيله عما سبق.    فلم يعد هناك مجال للإعلام الذي ينقل صورة تختلف عن الحقيقة التي لم تعد تخفى في ظل ثورة الاتصال، وظهور جيل الحزم الضوئية.    ومع كل ذلك المشهد لا تزال بعض وسائل الإعلام تغرد بصمم، وأصبحت كإعلام الدول الموسومة بالعالم الثالث، ذلك الإعلام الذي ينظر لجيله الجديد برؤية تشوبها الريبة، وقد تكون هي الرؤية التي ينظر بها إعلام الدول المتقدمة لدولنا العربية.    فهل نعيش ونرى ذلك الذي يقوم فيه الإعلام بدوره الذي يجب عليه من منطلق إسلامه وقيمه واستقلاله ورسالته العظيمة ووطنيته التي يفاخر بها أمام الآخر؟. طالب فداع الشريم ظهرت هذه المادة في صحيفة الشرق ا

التبعية وإلغاء معجزة التفرد

التبعية وإلغاء معجزة التفرد طالب فداع الشريم    كثيرة هي النماذج الإنسانية التي نتعايش معها.. نماذج منا وفينا نحن البشر.. لكنهم مختلفون .. تجد أحدهم هيكل.. عرض وطول.. ولكنه يقوم بدور الملحق لآدمي آخر.. يماثله القوام.. ولكنه يختلف عنه في الاعتداد الذاتي والاعتزاز النفسي.. فقد جرد التابع روحه من تفردها واستقلالها.. فذابت وانصهرت في الآخر، ولم ولن يكون هو ذاك.. فقد توقف طموحة عند الفتات والقشور والكماليات..    لقد أوغلت المادية في الأنفس حتى ظهر إنسان يؤدي دور الملحق لإنسان مثله.. لا يختلف عنه إلا بمقدار الهالة والضوء الموجه.. فمن الناس من تراه صدى لآخر.. يتبعه في النجدين خيره وشره.. لسانه مؤجر.. وعقله معطل.. أناس يضافون إلى أناس!!..    طبعاً قد يتبادر لفطنت البعض صور وأمثله كثيره.. وقد يجد البعض الآخر صعوبة في الربط بين قيم إنسانية ووجدانية.. ومحسوسات مادية خدمية كمصطلح الملحق الذي ينتشر في كثير من البيوت الكبيرة.. ولكن ما يمكن قوله.. إن ظهور مثل هذه النماذج جاء نتيجة الهوة الكبيرة بين الطبقة المترفة وطبقة المعدمين.. وإفرازات ثقافة شاعت ولم تجد الممانعة الجمعية أو ا

أغراض الحياة.. مؤقتة!!

أغراض الحياة.. مؤقتة!! طالب فداع الشريم تاريخ النشر : 09-11-2011 20:55    لا يوجد إنسان على وجه المعمورة لم يمارس الجري، والهروب المستمر، حتى في قرارته هروب إلى واقع آخر،غير واقعه الحالي،يجري منذ أن خرج من بطن أمه، يطوف محطات الحياة، لا يكاد يشبع أو يقتنع بأي منها،وتظل حاجاته لا نهائية، ومطالبه غير محددة، ولن تبقى رغباته ونزواته في حالة استقرار حتى وإن صح بدنه، فلا الطعام، ولا المال يكفيانه، ولن يجد الجنة التي يقاتل من أجلها في الدنيا،وإن طال به العمر،فالجنة فوق.. فوق.. وحري به أن يعلم هذه الحقيقة عقلاً وعملاً..    لو فكر كل واحد منا طويلاً وسأل نفسه.. ماذا كان يعمل طوال عمره؟.. فإن الإجابة لن تكون بتلك الصعوبة وإن اختلفت مضامينها، ولكن تبقى إجابة المفكر مصطفى محمود محل التأمل والتدقيق، حيث يقول:"كنت طول حياتي كالخادم الذي يتسلق سلالم عماره لا آخر لها.. يحمل طلباً مجهولاً إلى زبون مجهول في شقة مجهولة.. ويجري متسلقاً ليتوقف عند كل شقة ويطرقها فيخرج له شخص يتفرس فيه فلا يجد فيه ضالته فينطلق مهرولاً من جديد إلى دور آخر.. وآخر.. يداعبه الأمل في الوصول.. ولكنه يقع صريعاً على إحد

أ. ب. الاشتراكية.. وحرية السندباد

   في ليلة هادئة، استمتع فيها بخطأ الصبي الذي ساقه القدر أن يحمل رداء العمل لمنظف الملابس.. ويتركه في لحظة دهشة عند ساعة النوم.. حيث اكتشف فيها خلو شمعة التعليق من مكانه المعتاد الذي يسكنه كظله منذ ٢٢ عام..    بعد هول الموقف.. قرر أن يتجاهل تبعات هذا النسيان، وأوقف التفكير بالغد.. وأن يستمتع بخطئه الذي حمّله الصبي.. فهرول مسرعاً.. ليختلس سويعات السحر.. في حديقة مملكته.. التي غرس شجيراتها ونسقّها من بحر خياله.. بدون الاستعانة هذه المرة بمشورة الأصدقاء.. فلم يُرِد قِصار الخُطى أليها.. هب مسرعاً.. لأنه يعلم أن صديق السحر ينتظره بقدر شوقه إليه.. وبقدر همسات نسيم ليل قريته الحدودية، فهي طليعة الشمال، ورأس حربة الوطن في هذا الجزء، كالسهم الملتهب.. كالسحابة تسعة.. عندما كان يمطر خصوم المستديرة بجلد، وأدب لا يضاهى..    استقبله صديقه بحروفه المؤدبة، والأديبة، وقبل أن تحين لحظة الارتماء في أتون المقدمات، ورصف الديباجات، أنطلق به سحره، ففتح له صدره.. وحمله حيث فضاءات الحرف.. وخيالات السمو..    وبدأت المغامرة في أقاصي خلايا العقل.. وأعمق جينات عصيبات المخ.. وطار في طبقات الخيال، وصو

الإنسان.. بين طبيعته والتصّنع

   عندما تتروى وتستقر وتنظر إلى واقع المشهد من خلال صيرورة الحياة. وسيرورة الإنسان وكينونته، وتغيراتها المستمرة... تخرج من عقلك الواعي إلى عقلك اللاواعي حيث الخبرات المكبوتة التي تأسرها قدراتك المحكومة بمعايير الثقة الكامنة في النفس.    هنا تحضر علامات تعجب كثيرة إزاء ازدواجية الإنسان وطبيعته المتناقضة، وواقعه المؤلم وفكره البائس. فهذا الكائن الضعيف الجبار تجده في بعض المواقف كالغريق الذي يخيل له أن القش الذي يتقرب إليه هو طوق النجاة، وتجده في مواقف أخرى كالطاووس، أنفه إلى السماء، يعيش حالة من الزهو المفرط. يتجمل، يضخم مناقبه وبطولاته التي لا يراها سواه.    هناك كثيرون من الناس الذين يعانون من عدم مقدرتهم على تقبل واقعهم فيميل أحدهم عبثاً إلى التمثيل الهزيل على الصورة ظاناً أنه يغير من واقعه الذي يأسره. ومنهم من يجد نفسه في موقع ليس له فيحاول جدلاً محاكاة واقع لا يتوافق مع طبيعته، فقد وجدها في المكان الخطأ، وبدلاً من أن يبادر هو بمصارحة نفسه والوقوف أمام جنوح الرغبات تجده يكابر، ويتقمص أدواراً ليست له ولا تتوافق مع طبيعته، محاكياً مشية الغراب.    العجيب أن هذا الكائن تع

السعوديون بين التلاصق والسعة.. والعلاج بالكي

   دائماً ما يبحث الإنسان عن العيش في منطقة من الأرض تكون صالحة للسكنى، تتوفر فيها مقومات العيش الكريم.. وأبسط تلك المقومات رغيف ساخن، وماء صالح للشرب، وظل وتبريد، مع حفظ الاعتبارات الفردية الشخصية..    وبحكم اجتماعية الإنسان، وعدم قدرته العيش وحيداً كالسندباد، فإنه مُلزم عليه البحث عن التجمعات البشرية التي تقطن الأماكن السكنية التي تتوفر فيها المرافق الخدمية التي تمس أحتياجات الناس، والمراكز الطبية المتطورة المهيئة بأجهزة عالية التقنية للاستشفاء، ومؤسسات التعليم.. والبحث عن تأمين المال الكافي الذي يستره ويأمّن له مستلزمات الحياة الضرورية.. كما جاء في التراث الصيني: "علمني الصيد، ولا تعطيني سمكة" ..       وفي بعض المدن التي تغص بملايين البشر من كل جنس ولون، وزحمت سير المركبات، والناقلات المتنوعة الجديد منها والخرب.. كالرياض مثلاً.. التي تعاني من ضيق الوقت والمساحات، مما أثر على رحابة الصدر، وعلى كثيراً من الجوانب الإنسانية، نتيجة طبيعة المدينة المتدكدسة، وشوارعها المكتظة، وأجناسها المختلفة.. كتل من البشر، وصخب مجلجل من أصوات المركبات، وغيوم من عوادم السيارات الخان

محفزات اللاعب

محفزات اللاعب طالب فداع الشريم تاريخ النشر : 29-11-2011 21:39    انطلاقًا من توجه سعودي سبورت الرامي إلى تقديم طرح مبني على معلومة تستند على أسس علمية.. فقد قدمت لنا في عددها 28 دراسة ميدانية قامت بها الصحيفة.. وساقت عددًا من المخاطر التي تهدد استمرارية اللاعب السعودي.. وهذا سبب كافٍ لبحث المحفزات الإيجابية التي تكفل استمرارية اللاعب في تقديم النتائج المثمرة..    لا شك أن كل لاعب كرة يمنّي نفسه بالظهور والإبداع والاستحواذ على الأضواء والمال والنجومية وإرضاء نفسه والعشاق.. وإحداث الفارق وإضافة القيمة والتأثير لفريقه ورياضة الوطن.. ولكن تبقى كل تلك رغبات كامنة حتى تتوفر له العوامل والاشتراطات الداخلية.. محفزات يهيئها هو لنفسه.. مصدرها ومنبعها داخلي محض.. من خلال اعتزازه واعتداده بذاته.. ومن خلال السيطرة على سلوكه.. بحيث يصبح له موجه واعٍ.. يستطيع تحديد الجوانب والاعتبارات المهمة لزيادة الدافعية لتحقيق الاهداف المرغوبة.. ومن أهم المعايير التي يجب أن يحتكم لها.. اعتبارات الإرادة المستقلة الناتجة من الذات وهو مايسميه علماء النفس بِـ "القرار الباطني للعب"..    ويأتي

بذور النبات

بذور النبات طالب فداع الشريم تاريخ النشر : 01-11-2011 21:08    لكل إنسان طاقة، وخير الناس من يلبس طاقته رداء الحب والود.. قال تعالى: " وهو الغفور الودود".. وفي الحديث الشريف: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله.. الحديث "..    ساقني إلى هذا المعنى اتصال الأنيق المهذب الزميل عبدالكريم الحارثي الذي بعث طاقة الود من ساحله الغربي إلى سهول الشمال.. حيث تأخرت على غير العادة بإرسال مقالي الذي دائماً ما يتلحف شعر البساطة.. فلم أجد بداً لمعالجة هذا التأخير إلا بتناول بذور النبات.. والذي يأتي من أصول الحب ومن تعريفات الود..    إنها كيمياء Sport Saudi الذي تتناوله مع فريق عملها لتبعث أكاليله لقرائها.. وخير شاهدٍ حديث المختار صلى الله عليه وسلم: " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " متفق عليه..    إنه الحُباب الذي يعلو الماء عند المطر الشديد.. فما أجمله من مبدأ.. وما أسماه من معنى.. تتحمل مثقاله.. وتحمله تلك الأرواح الكريمة.. حتى يشع بنوره ظلامات الأنفس

لا رياضة بلا علم

لا رياضة بلا علم طالب فداع الشريم تاريخ النشر : 25-10-2011 20:59      يبقى الصراع الاجتماعي عنصراً كامناً في النفس البشرية.. قد لا يخلو منه أي مجتمع عاش على المعمورة، ما لم ترتق أدوات الوعي بين أفراده، وتُسن إزاءه القوانين التي تستطيع كبح انفلاته وجنوحه بأي درجة من مستوياته.. وتبقى الرياضة جزءاً من نسيج المجتمع، ومن روافده.. إن للبناء أو للهدم.. فلا يمكن أن تنفصل بأحداثها وإثارتها ومتابعتها عنه.. فالرياضة جزء من حراك المجتمع ومن معايير ثقافته ومن دلائل حضارته.. إن العمليات التي من شأنها مساندة الحراك الاجتماعي في الرياضة كما جاء في علوم اجتماعيات الرياضة تتركز حول درجة تعلمه، فالتطبيع والتنشئة التي تكون على قيم الاعتزاز والاعتداد بالنفس لإبراز أنماط وسلوك الإنسان السعودي الذي تربى على أرض الرسالة المحمدية الشريفة للبشر كافة وكذلك صقل الأفراد للإنجاز والكشف عن البنية الهرمية للنظام في المجتمع.. وتوفير رعاية الحراك من خلال فرص التعليم والتخصص والتأهيل المهني.. والتأكيد على الحراك المباشر من خلال الرياضة عن طريق وظائف ومهن في المجال الرياضي، مثل المدرب.. والإداري.. والرياضي