المشاركات

النص النظامي يكفل العدالة

  النص النظامي يكفل العدالة 2012-06-22 12:30 AM      طالب فداع الشريم جميل جداً وأمر يدعو للتفاؤل وإضاءة الجانب الإنساني قبل كونه نظاميا، أن كل النُظم الداخلية للدولة بُنِيَت على أساس يكفل تحقيق وتنظيم حقوق المواطن الذي يُنص عليها الدستور العظيم، وبالتالي تَمّسُكه وضمان تقديمه كامل واجبات المواطنة..  وفي سياق هذه الحقوق والواجبات نأتي على ذكر قرار العقوبة والغرامة المالية الذي أصدرته المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم تجاه طبيبة أسنان تعمل في مستوصف حكومي، كقرار يبسّط المعنى ويقربه ليتسق مع مختلف الإجراءات الواجبة على كافة مستويات قيادات الدولة للحصول على مخرجات مخطط لها عن طريق هرم المدخلات الإداري.. نص مكتوب وضابط لعلاقة مُقّدِم وطالب خِدمة.. أخل الأول بطبيعة عمله.. تضرر الثاني.. تحرك منفذ النص، وأصدر قراراً مفصلاً ذُكر فيه عقوبة الجانب الإجرائي في أداء المعالج وقدّرها بمبلغ 50 ألف ريال تدفع للمتضرر، بالإضافة إلى دفع مبلغ آخر أيضاً 100 ألف ريال كتعويض عن المعانات النفسية وما يترتب عليها.. وبذلك تمت المعادلة بكل سهولة!  تستحق هذه الجهة الحكومية التي ا

الكهف وحقيقة الظل!

الكهف وحقيقة الظل!        إن للمجتمعات كينونة تنفرد بها من خلال سمات حيوية عقلية وحركية، تتصف بها وتتميز من خلالها ان إيجاباً أو سلب، وتكون محور تشكلها واختلافها بين المجتمعات العديدة على وجه المعمورة.      تتكّون تلك السمات وتتشكل كتراث منتقل عبر الجيل الواحد بلا وعي أو اختيار، ويمكن وسمه بالعادة، أوالفعل البدهي، ويتم تقبله من قبل أفراد المجتمع كمسلم لا يقبل التحريك أو الاهتزاز، كأصل ثابت! وبالتالي تكون عقوبة التقريع لكل من يحاول المشاهدة لهذا الصنم من خارج الدائرة المتكلسة، ومع كل الممانعات يظهر من الكهف ذا عزم ليتصل بحقيقة الظل المنطبع لإخضاعه للدراسة والتمحيص وسبر أغوار الحقيقة التي تشكلت قبل وصولها لمجهر العقل ومشرط التفكيك.      تخضع المجتمعات المغلقة على نفسها لسلطة ما يُطلق عليهم الصفوة، أو النخب الاجتماعية.. التي تحكم قبضتها على عقول الاتباع! بطريقة يصبح فيها التابع معطل العقل يرى بعين المتبوع ويتمثل بفكرة.. ومن هنا أتت المقولة الدارجة في نقد هؤلاء: "مشكلة النخب الثقافية هي في نخبويتها بالذات ". وقد تمثل فيها علي حرب في كتابه أوهام النُخبة أو نقد الم

غربة وطن..

   كان موطناً للنور، صعد الهامات الشاهقه، خضعت له الصعاب ودنت حتى انقادة طائعةً لعزمه، تمكنت قناديله من وضع أسس الحضارات الموجهة للبشرية، فقد عُرف بكثرة مشاعل الترقي بين الأمم، رسالة ونهضة، ريادة وسياده، فتوحات وعلوم.      وبتتالي القرون وتتابع السنن الكونية في التغيير أصابته سياسات القهقري، إنه الوطن العربي الكبير الذي تفلتت حبال رسالته العظيمة، وتحول مؤشره إلى نحوٍ أدنى، حيث ملذات البدن وأسره، وتكبيل العقول وخضوعها للبرازح الظلماتيه، فتهدل صوته المجلجل بأسى الحاضر المضطرب، وتحول فيض محياه بالخيرية إلى بؤساً.. ومسار العزة والرفعة إلى اقتفاء أثر الآخر، تابعاً له، صاغراً لنقيضه، خادماً لِأيدولوجياته وإن تعارضت مع مصالحه، فلم يعد له من الحاضر إلا شجرة مكتوب على جذعها المعطل رموز نهضته بمداد ينضح به ألم الحسرة على تراثه العظيم الذي تحول لخدمة النقل فحسب!      غربة وطن.. من المحيط الأطلسي غرباً إلى بحر العرب والخليج العربي شرقاً، الذي فقد أراض احتلت أو أصبحت ضمن بلدان مجاورة مثل فلسطين وهضبة الجولان وإقليم الأحواز (عربستان) الذي احتلته إيران عام 1925، ولواء اسكندرون والأقاليم

من حروب إسرائيل وتهور صدام إلى الربيع.. متى تكون المنطقة مستقرة؟

من حروب إسرائيل وتهور صدام إلى الربيع.. متى تكون المنطقة مستقرة؟ طالب فداع الشريم    كان غريراً مولعاً بكرة القدم، لا يعلم لماذا يذهب للمدرسة، فالثقافة سطحية، كرياح الظهيرة المعتادة، التي دائماً ما تكون محملة بالأتربة السطحية. ومع ذلك لا شيء يضاهي لحظات صباحات الخميس والجمعة، حيث يلتئم الشبان لاستعراض المهارات الكروية، هذا يقلد الموسيقار، وذاك يرفع يده الماجدية، والآخر يحاكي انطلاقات الكوبرا، وهذا شايع ببياضه الكامل. وهذا أبو يعقوب يخترع ويعجن، وهو مزهو بمهارته التي لا تظهر إلا بهذا الركن، وعبدالجواد وبايزيد، هذا يسمي سيارته مارادونا، وذاك يسميها بلاتيني، والآخر يسميها رومنقيه، يجري أحدهم وهو يعلق على نفسه كأنه أبوداود، أو قدسي رحمة الله عليه. أما الواقف بين الخشبات الثلاث، فقبل أن يطوح بالكرة خلف المرمى، لا يهم ما دام يعلن عن نفسه، بالدعيع مرة، ويبتسم في المرة الأخرى، ويختلس النظر في الوجوه، وهو ملتوٍ على خط المرمى، «شوفوني أنا مروان » محاكاة وتسميات وألقاب، وجدوا فيها متنفساً لهم للتعبير عن ذواتهم. مرت الأيام جميلة، نقية، يرضى الواحد بالقليل، فقد تحقق له كل ما جال في خياله ا

أيُّ عدلٍ تُريد؟

صورة
أيُّ عدلٍ تُريد؟ طالب فداع الشريم    في أيِّ عصر تعيش أيُّها الإنسان المعاصر؟ حِقَب زمنية متعاقبة، أممٌ ذهبت وبادت، ولم يتبق لها من أثرٍ سوى ما تركته من أساطيرٍ ومعالمٍ يتمُّ التمثُّل فيها لضروريات البلاغة، ومع كل التطورات الحياتيَّة يبقى الصراع ملازماً كصفة بشريَّة منذ قِدمِ الإنسان نفسه! باحثاً عن العدل إلى آخر فرد سيعيش على هذه المعمورة.    يقول المفكِّر مصطفى محمود الذي استقل بذاته عن هوى التبعيَّة، وامتحن نفسه وحملها مسؤولية التفكر الجاد باستخدام ملكاته بتجرد تام عن كل المؤثرات التي تفرزها السياسات المصطنعة، يقول: «نحن في عصر الصراخ، مدنيَّة اليوم اسمها بحق.. مدنيَّة الصراخ، علاقة الحب صراخ، وعلاقة الزواج صراخ، وعلاقة المجتمع صراخ (طبقي)، وعلاقات العدل صراخ (سياسي)، والشعارات صراخ (فكري)، والمذاهب تحريض علني للأغلبيَّات على الأقليَّات، والأقليَّات على الأغلبيَّات». (انتهى).    وكأنَّ هذه الحياة أضحت أقرب إلى الصِّراع الدائم منها إلى الصراخ العارض، وتنازع المقدرات حكماً ورأياً وغلاً في كل حال، وكأنما المطلب الدائم بمن نتكسَّب وننتفع ونفوز بغض النظر عن الآليات..

صناعة التخلف!

صناعة التخلف!   طالب فداع الشريم      منذ أوائل الخمسينات وبعد ظهور الدول التي استقلت وأطلق عليها مسمى العالم الثالث، والكثير من الأدبيات تعمل على دراسة مشكلاتها وقضاياها لمعرفة الأسباب التي تكفل لها النهوض الاجتماعي، واتخذت هذه الدراسات وجهات متعددة، وأضافت للمكتبة العربية الكثير من المراجع التي تستحق أن يشار لها.      يقول د. مصطفى حجازي في كتاب التخلف الاجتماعي: «إن التركيز الأساسي تمحور حول الاقتصاد، والصناعة، والعناية بالسكان (صحة، تعليم، تغذية، إعمار، إلى آخره…) فنشأ عن ذلك علم اقتصاد، وعلم اجتماع التخلف، ولكن الإنسان المتخلف لم يعط الاهتمام نفسه الذي وجّه إلى البنى الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية». (انتهى الاقتباس).      إن واقع الحال الذي نعيشه اليوم ونحن في عام 2012 يسوقنا لحقائق مفجعة لأولو الألباب، مردها العزلة التامة عن مواكبة الحضارة الإنسانية المعاصرة في شتى مجالات الحياة، وما هذا التخلف إلا نتاجها الذي لا يزال يضرب في خاصرة البنية الاجتماعية أمام اضمحلال الفكر الذي يسّير سياسات هذه الدول، فطال أمد العزلة، وتاه المجتمع في الركض خلف قضايا هامشية، ت

المسؤولية المتوعكة!

   يعاني بعض المسؤولين من وعكة عقلية، تظهر من خلال السلوك الذي يطغى على كثير من جوانب حياتهم العملية "المعلبة" والمغلفة بكثير من قشور الوجاهة.. لقد أصبح هذا الأمر ظاهرة إجتماعية يتم تقبلها وتوارثها مع آليات مايسمى بالتعديلات الوزارية والإدارية في البلد، فقد يحدث التغيير للتغيير فحسب!.. ويرافقه كثيراً من الهالات والأضواء ويستمر تمجيد هذا الإجراء أياماً وأسابيع! ويُسبَق عليه ضروب الحكمة وبعد النظر.. تمضي المواسم والنتائج <<كما كنت>> لا شئ يذكر، فمتى أخر مرة عم المجتمع فيها الفرح والفخر والزهوا، كل المجتمع؟! إثر قرار يُقر ليستقر في ذاكرة الأجيال القادمة!.     دعونا من المثاليات وشكلياتها المزيفة.. ولنحاول تنشيط الذاكرة ونحدد ذلك التغيير الذي جاء بأهدافه المعلنة، من خلال ذكر النتائج على أرض الواقع، والذي تلاه الرضا العام!.. متى؟ وأين؟..      لقد كبر سنام الجمود، ونضب التجديد من العقول، وتحول نظام القطيع إلى المسؤولين فأصبحوا يقلدون بعضهم، في الحركات، والعلاقات، والسمات الشخصية المصطنعة، يكذبون على أنفسهم، تجد أحدهم وكأنه قد حقن رقبته بكيلوا من مادة السيلكو

ما الذي نبتغيه ؟!

صورة
ما الذي نبتغيه ؟! طالب فداع الشريم ما الذي نبتغيه؟.. سؤال بسيط جداً يستطيع قوله من ليس لديه ما يؤديه في هذه الحياة! نتجمل وننظّر وننتقد ونشرّح الصورة التي نتذمر منها! نكسرها ونعود نرسم إطارها من جديد، بنفس الأدوات، ندافع وننافح عن ما نعتقده ونميل إليه ولكن! هو ليس أي لكن.. إنه السؤال الكبير الذي تبلدت إزاءه عقول من يطلق عليهم النخبة، إنها ضبابية الرؤية، وخذلان الهمة! صورة آنية لأنفسنا نريد الآخر أن يعتقد فيها! ننتزع «الأنا»، يعني شوفوني!، افهموني فحسب!، لم يعاني هذا الجيل أكثر من اختزال مجتمعه بإطار الفردية.    (طيب على ماذا نفهمك؟).. تريدنا أن نؤمن بقدراتك الفردية؟ وبعد؟. أليست هي رؤيتك التي تتمحور حول الكسب الآني وستجد من يرفع لك الطار إن عرفت مبادئ اللعبة! فما أكثر المطبلين حين يجدون كتفك سلماً ممهداً يصعدون على أطرافك فيبادلونك المهام! شد لي وأقطع لك.لقد تقطعت مفاصل المجتمع! وتفتت ركائز الحياة! وتتابعت دوائر الزمن والناس في سبات عميق! هل يعقلون ما نحن فيه من تقهقر؟ أشك إن كانوا يعلمون! وإن علموا فإنهم يعتقدون أن البرية لا يعلمون! من مصلحتنا أن نبين أننا نتسابق أيّنا ي

المثقف بين نجوميته الخاصة وقضايا المجتمع

        أربعة أيام ما بين الماريوت ومركز الملك فهد الثقافي.. محاضرات ومطارحات ومساجلات ومشاهدات لقاءات جانبية وجماعية، في المسرح وممراته وفي «اللوبي» وصالة الطعام، جمع جميل أعدته وأخرجته وزارة الثقافة والإعلام، من خلال وكالتها للشؤون الثقافية وكل العاملين، وفي مقدمتهم معالي الوزير الراقي والخلوق عبدالعزيز خوجة، وكل منسوبي الوزارة الذين بذلوا وتعبوا وتلمسوا رضا الحضور، نجحت لقاءات البهو أو اللوبي أكثر، بل كانت تلك اللحظات جائرة على الدقائق والساعات، تشعر والأحاديث تتقاطع عشوائياً إنهم في عجلة حتى لا يسرقهم الوقت قبل التعبير عن الذات والرؤية الخاصة، وقليل من العامة.. والحقيقة يجب أن نؤمن بالاختلافات الجوهرية في التركيبة الاعتقادية لكل فرد تجاه معنى الثقافة وحدودها المكانية والزمانية.. قلت يجب أن نؤمن بالاختلافات، حتى نستطيع أن نتعايش ونتقابل مع السفسطائية الموغلة في تفاصيل كثير من اللقاءات.. فليس في علوم الإنسان حقائق قطعية الدلالة.    في هذا الملتقى حُمّلت الثقافة أكبر مما تحتمل، وتداخلت عدة مفاهيم كان يجب أن يتم تحديدها قبل البدء.. لقد تم إقحام الكثير من العادات، والتقاليد، والظو

مجتمع بلا معالم !

         قد تتشابه المجتمعات في البنية المؤسساتية، ولكنها بالتأكيد ستختلف في الانتاجية والرؤية والتنافسية والريادة، فلكل مجتمع صوته ورأيه وتأثيره ورسالته..    فقد سطع نجم الحضارة العربية الإسلامية وسيطرت ثقافتها على العالم حتى القرن الثاني عشر.. فتلقفتها المسيحية الغربية التي كانت ترزح تحت وطأة الكنيسة، وأخذت بعلوم قدماء العرب على الرغم من عداوتها للعروبة والإسلام، فأعلنت قتالنا بسلاحنا الثقافي، في الوقت الذي انشغلت فيه المجتمعات العربية الإسلامية عن إرثها واستأثرت بالقشور ، واستمر هذا البعد، وسيستمر التشرذم مالم ينهض الوعي الجمعي لاسترداد رسالتنا العظيمة.        كثيراً ما نسمع عن خصوصية مجتمعنا المعاصر، ولكننا لا نرى لهذه الخصوصية سمة نافذة إلى العالم، وكيف تنفذ وقد أصبحت بلا معالم - جئنا للحياة.. كبرنا.. وهرمنا.. ولم نقرأ سطراً واحداً يحكي علومها، وصناعاتها، وعدتها وعتادها، بل أصبح حاضرها بلا أثر، إنه الفراغ المسؤول؟!.. التاريخ لن يدونه.. فليس من مهامه كتابة الفراغ!!، فإلى أي جهة أمّم شطره؟! أ إلى الأعراب الأوائل؟.. أم سيعود إلى عرب القرون الوسطى المشرقة بالعلوم والفلسفة