المشاركات

العمر .. رحلة

صورة
العمر رحلة.. والسفر طويل وشاق | فـ احمل متاعك مما لذ في روحك، وتسامت به نفسك، وأدركته بعقلك، لتسمح لقلبك أن يداعب خفقات مؤونته الموقتة للوصول إلى المستقر العالي، عند عدل كريم إليه كل مآل.

الإنسان وأنظمة الأنا

الإنسان وأنظمة الأنا جريدة الوطن 2018-01-14 10:17 PM      طالب الشريم يشيع بين المشتغلين في الفلسفة، وما يتبعها من مذاهب فكرية، سواء علمية تجريبية، أو مثالية ميتافيزيقية، أنواع من درجات الجمود، والتمترس خلف نظريات قال بها متفلسف ما، أو مفكر ما، في زمن ما، وفي موقع ما على هذا الكوكب، دون التقصي والتمحيص، ثم التجاوز، بعد دراسة النصوص هرمنيوطيقيا، لمعرفة ملابسات الظروف المحيطة في القائل، وحالته الخاصة، والاجتماعية، في الأثناء التي أطلق فيها نصه المقول. ومن أهم الدراسات التي بقيت مرجعا للباحثين في التحليل النفسي ما قدمها الطبيب النمساوي اليهودي سيغموند فرويد (1859 – 1939)، الذي اشتهر بنظريات العقل واللاوعي، والذي يرى أن الشخصية ما هي إلا محصلة التفاعل بين أنظمة ثلاثة، الهو، والأنا، والأنا العليا، تختصر الأولى باللذة، والاحتياجات البدنية اللاإرادية، منها الطعام، والثانية الأنا الإرادية المعتدلة، والوسيطة بين الهو، والأنا العليا، تأخذ من هذه وتلك، وترفض منهما أيضا، أما الأنا الثالثة العليا فهي شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظا وعقلانية، وتمثل الضمير القائم على القيم والمبادئ ال

الفراشة.. ونار الجامعة

الفراشة.. ونار الجامعة طالب فداع الشريم صحيفة مكة        الأربعاء - 15 نوفمبر 2017 تسلل المرح من شبابه، وسبق الزمن متكهلا قبل أوانه.. لقد أتعبته صروف الدهر، وأعيته حتى انكفأ على نفسه، ونسي نغمة صوته، هو لا يظن أن أحدا لديه الوقت للاستماع لمحطم مثله، فإن همس لنفسه أنكرته، وإن صرخ فيها ارتدت عليه ذات متشظية نكرة، إنه لم يعتد على كره أحد، لكنه يكره هذا العجز الكامن فيها، وكسبب لتعاسة الأجنة التي لم يختر لها الانتماء لجذعه.. ولأنه متعب جدا، آلت ابنته التي انطفأت إشراقة وجهها مبكرا، وهي تكبر إخوتها، إيلاتا على نفسها أن تقفز على طفولتها قبل أوانها، وتدع ألعابها مع قريناتها في حدائق القرية، وتزهد بكمالياتها على مقاعد الدراسة، مؤملة إشعال القناديل الصدئة في حياة والدها بكل ما تملك من طاقة.. أنجزت دراستها الثانوية في القرية بامتياز، وذهبت تسابق الزمن، لعلها تقتبس لحظات فرح حلوة تزجيها في عمر والدها المر، وترجو له ابتسامة محضة تلون لوح وجهه الشاحب.. ابتسامة واحدة تكون صادقة، وقوية، تمسح بها ملامح البؤس المرافق لحياة عائلتها الصغيرة. وفي صباح يوم ربيعي، حملت الفراشة ملفها وملأته ب

آفة التطرف الأيديولوجي

آفة التطرف الأيديولوجي طالب الشريم جريدة الوطن ١٥/ ١٠/ ٢٠١٧ التنظير متاح للجميع، وإيصال الكلمة أصبح اليوم ومن خلال وسائل الاتصال المختلفة أسرع من أي وقت مضى على الإنسان، لذا لم يعد غريبا ظهور طروحات خارجة عن حدود المصلحة الاجتماعية الواحدية، المتعدية للفردية، وجنوح سوادها النزغي إلى ما بعد الوعي البشري. أن لا تكون يمينيا أصوليا متطرفا، لا يعني ذلك أن تكون متطرفا تطرفا يساريا يتجاوز الراديكالية الإصلاحية إلى ما يمكن أن نطلق عليه الراديكالية الدونية، التي لا تكل ولا تمل من الردح نحو كل منجز وطني، والقدح في سبيل تفتيت ما التأم في جسد الأمة المفككة منذ قرون. إن مجتمعك الجزء الذي لا يتجزأ من الكل المصيري لا يحتمل أصولية بلباس تقدمي زائف، لا تفتأ في ضرب قوام وحدة الصف بأسافين التفرقة والكراهية، والتنفع من الآخر البعيد الذي يشيئك كأداة، ووسيلة تخريب على حساب الكيان المسجى على نعش فكرك الوافد، والمثبت فشله وتهافته في موطنه الأصل، وإن تم تلقفه والاحتفاء به ترفا من كل فاقد لأصالته، وأصبح من التقليد الإطنابي التفوهي على منابر الحركات اليسارية العربية، التي عادة ما تتصارع في إدارة جمعية من بضع

طريخم ومدن الطوب

‎ طريخم ومدن الطوب د. طالب الشريم جريدة الرياض   السبت 25 ذو الحجة 1438هـ - 16 سبتمبر 2017م - 25 برج السنبلة طريخم شاب بدوي يفك الخط، متزوج من بنت عمه سلمى وعضيدته في تسيير أمور الأسرة، ميسور الحال، يعيش في صحراء نجد، قضى شبابه مصاحبا لحلاله من إبل وغنم، يملك طريخم أهم مكسبين في حياته.. الأول ثقة والديه فيه كرجل عليه معتمد، وتطرب مسامعه عندما يقولانها عنه في غيابه فقط! والمكسب الثاني ابنته سحاب.. ويمتلك من التقدير الذاتي الشيء الكثير، ولديه اكتفاء يزيد عن الحاجة اقتصادياً وعاطفياً، فقد أغناه الله عن الناس ولا حاجة له عند أحد، فالثروة متوفرة، ولديه سكن متكيف مع القيظ الحار وهبوب البرد القارس. في حياة أبي سحاب ثمة نزغات، آخرها الفكرة التي لم تنفك عن رأسه، تداهمه كلما وجدته في حين خلوه، حتى ضاقت عليه البيد الشاسعة، فأودت به لزيارة بريدة المتمدنة جدا بالنسبة له، والمعقدة في نظامها وبيروقراطيتها، وسرعة الحياة فيها. دار في رأس طريخم الكثير من الصور، والأحداث التي سمع عنها نزرا. فأراد أن يبيع بضعاً من ماشيته، خضوعا للفكرة المجنونة الكابسة على مخيلته الحرة، وعزم على الرحيل من الغد.. لم ينم

مضامين المبايعة بين المحمدين

مضامين المبايعة بين المحمدين السياسة - جريدة الوطن 2017-06-27 11:14 PM طالب الشريم عادة ما تَغلُب في العرف العربي، وفي ذهنيته الجمعية، العواطف والمشاعر الطوباوية التي تبتعد في سحائب المتخيل عن مواجهة حتمية الواقع، ومجرى الأحداث الفعلية. إلا أننا في المملكة العربية السعودية، وبما لدينا من إرث حضاري وقيمي ومركز تتجه إليه جبهة كل مسلم على هذه المعمورة -وما لأحد في ذلك منّة- فالله وحده عازنا وناصرنا تعالى، حتى تعالينا عن كل دون، فاعتدنا على صور الحسن الروحي والجمال القيمي، وربما يندر وجودها في مجتمعات مماثلة أو محكومة بقوانين وضعية مادية صرفة، وإن بنسب. فالصور المغايرة التي دائما ما تكسر يوتوبيا نوازع العصر غير المحققة، والخاضعة لتكريس الوافد الغريب على الاتباع من أطراف تيارات اليسار في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، أو من دعاة الظلام في العالم، ورهائن النظريات الوافدة التي لا تتجاوز تسلية خواطرهم المسلوبة، والمكلومة نتيجة الفراغ القيمي الذاتي المحض. لذا، فنحن كسعوديين، وخدام لأطهر بقاع الأرض، الحرمين الشريفين، وزوار بيته الحرام، ومدينة رسوله الأعظم -صلى الله عليه وسلم- عندما نشاهد مبايعة

المجتمع بين النظرية والممارسة

المجتمع بين النظرية والممارسة  جريدة  الوطن   2016-04-08   طالب الشريم قد يقع المجتمع أي مجتمع بأفراده ومكوناته المؤسساتية تحت رحمة منظريه، والتنظير ليس حكرا على كاتب ما، بل حتى المسؤول يعتبر من أكبرهم تنظيرا، بما يحظى به من قوة عبر نفوذه في مؤسسات المجتمع وما تستهلكه من موازنات الدولة المالية الضخمة، والمحسنات الظاهرية من خلال وسائل الإعلام المختلفة. والنظرية هي معرفة الأشياء التي نريد تحقيقها، ولم تتحقق بعد، أي لم تمارس ولم تكتمل شروطها ونجاعتها وفائدتها بإضفاء التغيير على الواقع نحو الأفضل، فإن لم تتحقق تلك ستبقى نوعا من الثرثرات الطائرة، لا يلامس الأرض لها طرف. إنها معضلة المنابر الملهية لا الملهمة، والمضمخة باللغو والإطناب المكرر، لدرجة بنائها علاقة من التآلف والحميمية مع الأسماع المرغمة على الاستماع، وتغلغلها في تجويفات المألوف الآمن، فلا هي رمت حجرا ولا حركت راكدا، نماذج تتوالد ويكرر بعضها بعضا. إن من لم يربط القرارات المتعدية للصالح العام وبما يتعلق فيها من جهد ومال ووقت يربطها بحياة الناس، وأحوالهم ومآلاتهم فإنه كمن يتلذذ بتحقيق رغباته الشخصية من خلال سياساته

رميلان جار حميميم أيها اليسار العربي

صورة
رميلان جار حميميم أيها اليسار العربي طالب فداع الشريم    جريدة الوطن      يخطئ من يظن أن التطرف دائما ما يتزامن مع الأديان، فكثير من الأصوليات تكون يسارية أيضا، ومنذ دخول الروس في سورية العربية، ونحن نشاهد بعضا مما يدور في تجمعات ومداخلات وكتابات اليسار العربي، وما يصاحبها من أصوات تهلل وتكبر فرحا واعتزازا بهذا التدخل، وارتفاعا من مستوى العداء اللفظي لكل ما ينتمي إلى ما يسمونه "هم" بالرجعية النفطية، البترودولار، الإمبريالية الغربية، الرأسمالية الاستبدادية، والصهيوأميركي، والصهيوعربي، والبعير، ومن سفسطائيات دعائية تتحدث عن سوءاتهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون، إذ تجدهم على اليسار يمجدون التقدمية الشيوعية، والتحررية الاشتراكية، والبوتينية ومن حالفها، وهنا نتذكر قصة البعير مع الحمار، وتقول إن البعير كان كريما جدا مع الحمار وأعطاه كثيرا من ضروريات حياته بشرط ألا ينهق، وشبع، لكنه يريد أكثر من حاجته التي لا تصلح له، ولأنه حمار، خرج عن طوع القريب بالإكثار من أنكر الأصوات، فوصل صوته للبعيد، وأتاه الغريب لا ملبيا للنداء، فكيف يلبي له وهو الذي لا تهمه مطالبه بقدر تحق

طامة الفكر التقدمي والقرد العاري

صورة
طامة الفكر التقدمي والقرد العاري 12:52 م - 24 يناير 2016 طالب فداع الشريم الوئام  تتسارع الأحداث العربية العربية، قبل تطاول وتغول الآخر، غير العربي للتوغل في الشأن العربي سعياً لامتلاك حصته قبل استيلاء قطعان الذئاب المتنافسة على ما تبقى من المستعمرات المنقسمة على نفسها قبل تقسيمها.. وعلى هامش هذه التوترات تبرز ظاهرة التخندق للمفكر العربي الذي كان في أوقات السلم يعد رمزاً تنويرياً، وصاحب مشروع ينافح من أجله على المنابر، وفي الملتقيات، والندوات، ومن خلال نتاجه على الورق مقالاً كان، أو تأليفاً للكتاب وحضوراً في دور النشر ومعارض الكتب التي برزت في الآونة الأخيرة في العواصم العربية. لقد أظهرت صفحات المواقع الإلكترونية الشخصية عبر برامج التواصل الاجتماعي البون الشاسع بين مؤلف الكتاب الوقور ونفسه الأخرى على موقعه الشخصي التفاعلي. إذ ينادي عبر مؤلفاته بالمُثل والقيم والحريات والحقوق وسمو الأخلاق وحسن المقال وتهذيب سلوك الشارع العربي، وقبول الرأي والرأي الآخر، وسمة الاختلاف البشري الطبيعية، وثقافة التقبل والاحتواء للآخر مهما تباينت الطروحات الفكرية، وندب مقاربة ا

التقديس يفّجر مساجدنا!

صورة
التقديس يفجِّر مساجدنا! ٢٠١٥/٦/١٦ ما بين التفجير من داخل مسجد علي بن أبي طالب في القديح إلى تفجير جامع العنود لجمعتين متتاليتين في المنطقة الشرقية، هنا ظاهرة بادية مؤرقة تضرب في صميم سلامة الإنسان، قتلى وجرحى بالعشرات، جرائم بشعة استهدفت من ذهب للصلاة والعبادة تقربا لرب العباد. الجريمة نتيجة يسبقها سلوكيات وإرهاصات مستطيرة يرمي بها كل طرف الطرف الآخر، وكل من ظن أنه على حق سفه الآخر وكفره وأبعده عن رحمة الله الواسعة. تلك محصلة خطابات عنصرية وطائفية ومناطقية، صكوك غفران وفرق ناجية ومفاتيح جنان تصرف ممن يسمون قادة رأي وفتوى. هؤلاء المقدسون وجدوا أتباعا خواة لا يملكون عقولا تتدبر ما لديهم من إمكانية النجاة بأنفسهم وتحقيق الذات المستقلة القادرة على تفكيك الخطاب الجامد، إنه التعليم الديني الخفي!! كلنا تعلمنا في المدارس نفسها، وهناك من أتى من أوروبا حاملاً سيفه للانضمام لجماعات الإرهاب على الأراضي العربية، إذن نحن نكتوي كمجتمع بالنتائج ولم نصل بعد للأسباب الجوهرية المحرضة على هذا القتل. ولكن يمكن لنا أن ننظر لمن حرم التصوير وحلل قتل الإنسان، وهذا جنون العقول التي لا تستخدم