طامة الفكر التقدمي والقرد العاري


طامة الفكر التقدمي والقرد العاري

طامة الفكر التقدمي والقرد العاري












طالب فداع الشريم
الوئام 

تتسارع الأحداث العربية العربية، قبل تطاول وتغول الآخر، غير العربي للتوغل في الشأن العربي سعياً لامتلاك حصته قبل استيلاء قطعان الذئاب المتنافسة على ما تبقى من المستعمرات المنقسمة على نفسها قبل تقسيمها..
وعلى هامش هذه التوترات تبرز ظاهرة التخندق للمفكر العربي الذي كان في أوقات السلم يعد رمزاً تنويرياً، وصاحب مشروع ينافح من أجله على المنابر، وفي الملتقيات، والندوات، ومن خلال نتاجه على الورق مقالاً كان، أو تأليفاً للكتاب وحضوراً في دور النشر ومعارض الكتب التي برزت في الآونة الأخيرة في العواصم العربية.
لقد أظهرت صفحات المواقع الإلكترونية الشخصية عبر برامج التواصل الاجتماعي البون الشاسع بين مؤلف الكتاب الوقور ونفسه الأخرى على موقعه الشخصي التفاعلي. إذ ينادي عبر مؤلفاته بالمُثل والقيم والحريات والحقوق وسمو الأخلاق وحسن المقال وتهذيب سلوك الشارع العربي، وقبول الرأي والرأي الآخر، وسمة الاختلاف البشري الطبيعية، وثقافة التقبل والاحتواء للآخر مهما تباينت الطروحات الفكرية، وندب مقاربة الفرقاء، للحاق في عصر التحضر والتقدم الغربي، مستحضراً لغة النفس العاقلة العليا، وعلى النقيض تتكشف نفسه الواهنة الدنيا عبر كتاباته التفاعلية وحواراته الجانبية والخاصة، إذ تجده وببذاءة شتاماً لعاناً سباباً للعروبة، والدين وللمملكة العربية السعودية كحاضنة الحرمين الشريفين، وجبهة صامدة بحزم أمام كل من تسول له نفسه المساس بثوابتها ودستورها وبوحدة شعبها وتماسكه، وبرخاء العيش، وأمن دار العرب أمام كل مشروعات التوسع.
ولأن السعودية بزعمه هي من أفشلت المد الشيوعي ومازالت تجهض المد الصفوي الفارسي حليف الروس، وأوباما مؤخراً.
والتي تقع مليشياتها وفيالقها تحت مرمى الكيان الصهيوني في سوريا وجنوب لبنان، لكنهما يتفقان -أي إيران وإسرائيل- على مصلحة مشتركة تضمن لهما عداء لفظياً لا فعلياً.. عليه تجد هذه “النوعية” من حملة الفكر العربي التقدمي في حالة هيجان وطيش وإسفاف، ينام على الميادين ويصحو على المنار، وما بينهما قناة روسيا اليوم مع كم بوست “فيسبوكي” شتائمي للسعودية مخفوقة بكبسولات ضغط وسكر عله يخفف من وطأة الألم، ولكسب نوع من المصداقية كمفكر عربي يوغل بالهروب ليقتفي أثر المادية والإلحاد تمجيداً وتفصيلاً لضرر الدين على العقل والشعوب كما يقول ربه الأعلى “كارل ماركس: الدين أفيون الشعوب” لترددها خلفه ببغاوات البشر، ممنين أنفسهم جهلاً بالانضمام لحظيرة النبلاء من أهل الفكر والتنوير، ويزيد لهم “تتبيراً” باسم بوتين الروس، ولعن إسرائيل، وبكاء فلسطين، ويشيد بالأسد، وينتصر لحزب الله، ويفتخر بإيران الفرس، ويسخر من يوم القيامة ويكفر بالجنة والنار ويوم الحساب، نتيجة توهان عقل ووهم وانفصام ذات وهوية، في وقت الإسرائيليون يعتبرون بوتين شخصية العام لحفاظه على نظام بشار، وضمان خضوع الجولان السورية المحتلة للصهاينة، ويستمر المفكر العربي الرمز وخلفه اتباعه من الجماهير المحتفلة بتواضعه عليهم وتشريفه لهم برد “فيسبوكي” مغتضب، بالتدليس والتسطيح والمراوغة، مسقطاً قناعة الكرتوني عن معدنه الصدئ.
وفي خضم هذا التخندق الفكري ضد عروبته، ومناهضته الكتب السماوية، تعلن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المعركة المقدسة في سوريا وتدعم بوتين “معجزة الرب” والمؤمن بصوت السماء والرب يسوع، وتخلع عليه القداسة، ويعلن هو من جهته عليها الشريك الطبيعي للسلطة السياسية، ولم يفوت بوتين وهو يقوم بدور المخلص لهذا “المفكر العربي من كل دين!
عيد الفصح الأخير، فقام بزيارة كاتدرائية المسيح المخلص العملاقة وشاركهم الصلاة وختم زيارته بكلمات الامتنان ثم أهدى الكنيسة أيقونة ثمينة بمناسبة الحدث الكبير.
وهنا يختفي هذا المفكر التقدمي وتسقط كل ادعاءاته وشعارته النهضوية بمحاربة الدين، فلا صار عربياً للعرب ينتمي، ولا كنسياً لكنيسة بوتين يعتزي ! . فهل مازال لديه عقل يهتدي به في ظلمات ماديته كونه من سلالة القرد العاري ! .
taleb1423@

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر