المشاركات

المجتمع بين النظرية والممارسة

المجتمع بين النظرية والممارسة  جريدة  الوطن   2016-04-08   طالب الشريم قد يقع المجتمع أي مجتمع بأفراده ومكوناته المؤسساتية تحت رحمة منظريه، والتنظير ليس حكرا على كاتب ما، بل حتى المسؤول يعتبر من أكبرهم تنظيرا، بما يحظى به من قوة عبر نفوذه في مؤسسات المجتمع وما تستهلكه من موازنات الدولة المالية الضخمة، والمحسنات الظاهرية من خلال وسائل الإعلام المختلفة. والنظرية هي معرفة الأشياء التي نريد تحقيقها، ولم تتحقق بعد، أي لم تمارس ولم تكتمل شروطها ونجاعتها وفائدتها بإضفاء التغيير على الواقع نحو الأفضل، فإن لم تتحقق تلك ستبقى نوعا من الثرثرات الطائرة، لا يلامس الأرض لها طرف. إنها معضلة المنابر الملهية لا الملهمة، والمضمخة باللغو والإطناب المكرر، لدرجة بنائها علاقة من التآلف والحميمية مع الأسماع المرغمة على الاستماع، وتغلغلها في تجويفات المألوف الآمن، فلا هي رمت حجرا ولا حركت راكدا، نماذج تتوالد ويكرر بعضها بعضا. إن من لم يربط القرارات المتعدية للصالح العام وبما يتعلق فيها من جهد ومال ووقت يربطها بحياة الناس، وأحوالهم ومآلاتهم فإنه كمن يتلذذ بتحقيق رغباته الشخصية من خلال سياساته

رميلان جار حميميم أيها اليسار العربي

صورة
رميلان جار حميميم أيها اليسار العربي طالب فداع الشريم    جريدة الوطن      يخطئ من يظن أن التطرف دائما ما يتزامن مع الأديان، فكثير من الأصوليات تكون يسارية أيضا، ومنذ دخول الروس في سورية العربية، ونحن نشاهد بعضا مما يدور في تجمعات ومداخلات وكتابات اليسار العربي، وما يصاحبها من أصوات تهلل وتكبر فرحا واعتزازا بهذا التدخل، وارتفاعا من مستوى العداء اللفظي لكل ما ينتمي إلى ما يسمونه "هم" بالرجعية النفطية، البترودولار، الإمبريالية الغربية، الرأسمالية الاستبدادية، والصهيوأميركي، والصهيوعربي، والبعير، ومن سفسطائيات دعائية تتحدث عن سوءاتهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون، إذ تجدهم على اليسار يمجدون التقدمية الشيوعية، والتحررية الاشتراكية، والبوتينية ومن حالفها، وهنا نتذكر قصة البعير مع الحمار، وتقول إن البعير كان كريما جدا مع الحمار وأعطاه كثيرا من ضروريات حياته بشرط ألا ينهق، وشبع، لكنه يريد أكثر من حاجته التي لا تصلح له، ولأنه حمار، خرج عن طوع القريب بالإكثار من أنكر الأصوات، فوصل صوته للبعيد، وأتاه الغريب لا ملبيا للنداء، فكيف يلبي له وهو الذي لا تهمه مطالبه بقدر تحق

طامة الفكر التقدمي والقرد العاري

صورة
طامة الفكر التقدمي والقرد العاري 12:52 م - 24 يناير 2016 طالب فداع الشريم الوئام  تتسارع الأحداث العربية العربية، قبل تطاول وتغول الآخر، غير العربي للتوغل في الشأن العربي سعياً لامتلاك حصته قبل استيلاء قطعان الذئاب المتنافسة على ما تبقى من المستعمرات المنقسمة على نفسها قبل تقسيمها.. وعلى هامش هذه التوترات تبرز ظاهرة التخندق للمفكر العربي الذي كان في أوقات السلم يعد رمزاً تنويرياً، وصاحب مشروع ينافح من أجله على المنابر، وفي الملتقيات، والندوات، ومن خلال نتاجه على الورق مقالاً كان، أو تأليفاً للكتاب وحضوراً في دور النشر ومعارض الكتب التي برزت في الآونة الأخيرة في العواصم العربية. لقد أظهرت صفحات المواقع الإلكترونية الشخصية عبر برامج التواصل الاجتماعي البون الشاسع بين مؤلف الكتاب الوقور ونفسه الأخرى على موقعه الشخصي التفاعلي. إذ ينادي عبر مؤلفاته بالمُثل والقيم والحريات والحقوق وسمو الأخلاق وحسن المقال وتهذيب سلوك الشارع العربي، وقبول الرأي والرأي الآخر، وسمة الاختلاف البشري الطبيعية، وثقافة التقبل والاحتواء للآخر مهما تباينت الطروحات الفكرية، وندب مقاربة ا

التقديس يفّجر مساجدنا!

صورة
التقديس يفجِّر مساجدنا! ٢٠١٥/٦/١٦ ما بين التفجير من داخل مسجد علي بن أبي طالب في القديح إلى تفجير جامع العنود لجمعتين متتاليتين في المنطقة الشرقية، هنا ظاهرة بادية مؤرقة تضرب في صميم سلامة الإنسان، قتلى وجرحى بالعشرات، جرائم بشعة استهدفت من ذهب للصلاة والعبادة تقربا لرب العباد. الجريمة نتيجة يسبقها سلوكيات وإرهاصات مستطيرة يرمي بها كل طرف الطرف الآخر، وكل من ظن أنه على حق سفه الآخر وكفره وأبعده عن رحمة الله الواسعة. تلك محصلة خطابات عنصرية وطائفية ومناطقية، صكوك غفران وفرق ناجية ومفاتيح جنان تصرف ممن يسمون قادة رأي وفتوى. هؤلاء المقدسون وجدوا أتباعا خواة لا يملكون عقولا تتدبر ما لديهم من إمكانية النجاة بأنفسهم وتحقيق الذات المستقلة القادرة على تفكيك الخطاب الجامد، إنه التعليم الديني الخفي!! كلنا تعلمنا في المدارس نفسها، وهناك من أتى من أوروبا حاملاً سيفه للانضمام لجماعات الإرهاب على الأراضي العربية، إذن نحن نكتوي كمجتمع بالنتائج ولم نصل بعد للأسباب الجوهرية المحرضة على هذا القتل. ولكن يمكن لنا أن ننظر لمن حرم التصوير وحلل قتل الإنسان، وهذا جنون العقول التي لا تستخدم

تساؤلات

صورة
تساؤلات                           من الذي يخلق الارهاب ؟ ومن يكتوي بناره ؟  من يدفع فاتورة الفوضى في المنطقة ؟ ومن المستفيد الأول ؟ لماذا لم تعاني إيران من أي أرهاب شيعي ؟ لماذا الحركات الشيعية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان هي أذرع إيرانية ؟ لماذا الحركات السنية دائما ما ترتد لضرب معاقل السنة السلفية في السعودية ؟ لماذا لم تحتوي السعودية الحركات السنية السلفية والاخوانية كما تفعل إ يران مع الحركات الشيعية المختلفة ؟ ما العوامل التي ساعدت على ظهور وتشكل حركة داعش ؟ كيف استطاعت داعش امتلاك المال والنفط والعدد والعتاد بهذه السرعة وإدارة حروبها باستراتيجية عالية الاتقان ؟ لما ظلت الجولان المحتلة آمنة برغم الفراغ الأمني في سوريا ؟ هل للفكر السياسي الديني والمجتمعي دور في خلق الأعداء ؟  هل التعامل مع الظواهر والمعلولات زاد في توالي الحركات الإرهابية في وقت المكابرة وعدم الاعتراف بالعلل الجوهرية والمسببات ؟ هل يشك عاقل بإن العدو الأول للعرب والمسلمين هي أمريكا ؟ ثم إيران ؟ والحركة الصهيونية ماهي الا ذراع للعدو الأول والغرب ! هل تفتقد القيادات ال

رؤية حول قوة الدور السعودي عالميا

صورة
رؤية حول قوة ا لدور السعودي عالميا طالب فداع الشريم لا يمكن للمتأمل فيما يجري على مسرح القوى العالمية من تغيرات متسارعة، ومتلاحقة سياسيا، وما يحدث من صراعات دامية، واختلال الكثير من العلاقات الدولية، وأفول اقتصادات وبروز أخرى، إلا أن يقرأ ملامح مستقبل جديد لمنطقة الشرق الأوسط، والعالم بشكل عام. ومع ظهور كثير من الطروحات، والسيناريوهات حول هذا المستقبل المتوقَّع. يبرز في هذا السياق كتاب «رؤية استراتيجية – أمريكا وأزمة السلطة العالمية» وهو عنوان الكتاب الأحدث لكاهن الاستراتيجيا الأمريكية بريجنسكي، الذي قدّم فيه رؤيته الخاصة حول توزعات القوى في العالم خلال العقدين أو الثلاثة القادمة، وتصوراته المعمقة للوزن النوعي لكل نموذج من النماذج القائمة، كالنموذج الأمريكي والصيني والأوروبي والهندي واللاتيني والتركي والإيراني. ومع أن بريجينسكي لم يعر انتباهاً لمنطقتنا، لأنه يعتقد أن موازين القوى فيها ستظل مرتبطة بالنموذج الأمريكي قوة أو ضعفاً، لكن هذا لن يمنعنا من تطبيق المعايير التي اعتمدها بريجنسكي للخروج بتصورات حول قوة الدور السعودي في الفترة المقبلة. لقد برز الدور السعودي في منطقتنا خلال الع

الدولة والحزب رؤية تأملية

صورة
الدولة والحزب رؤية تأملية                طالب فداع الشريم                     27-12-2014 1:01:53 PM يغلب على الدولة المحافظة في ثقافتها وتقاليدها وتوافق شعبها مع قادتها الطابع الأسري أو العائلي، أو لنقل القبيلة الكبيرة التي وإن اختلف أفرادها في توجهاتهم، إلا أن الرابط لا ينقطع بالجملة، ويبقى كالحضن الكبير الذي يحتوي المشتت والمتباعد من أعضائه. ولكن هذا لا يكفي لبقاء أواصر الوصل والتكامل والتكافل على متانتها ما لم تقدم الدولة لأبنائها ومواطنيها رسالة محددة تستقر في أنفسهم خلودا يمكنها فيهم من مواجهة أمواج التغيير المتسارعة على المسرح الدولي المتقلب المزاج، وعلاقات المصالح الوقتية. لقد ظهرت فكرة الأحزاب في الوطن العربي منذ بدايات عصر النهضة، وحركة التأليف في القرن العشرين بشكل يحاكي مهام الدولة، وكانت أولى مداخلها اللعب على القصور الحكومي تجاه الشعب كمعزز لرسالة الحزب النهضوية، والتي ستحقق في نهاية المطاف الرفاهية الغائبة أو المفقودة بسبب استغلال السلطة، ونقص أداء الحقوق الوطنية، من تعليم وعلاج وعمل ومعيشة.

دورة الحضارات

دورة الحضارات جريدة الوطن طالب فداع الشريم لم تستطع أي من الشعوب أو الأعراق الاستحواذ الكامل والدائم على الحضارة الإنسانية، ولقد أثبت توينبي أن الحضارة الإنسانية لا تسير في خط مستقيم ومتصاعد، بل إنها تسير في دوائر منفصلة، حيث تنمو وتتصاعد وتبلغ ذروتها في بقعة ما من بقاع العالم، ثم لا تلبث أن تذوي وتموت، وقد شبهها ابن خلدون بدورة الكائن الحي، والسجل التاريخي الإنساني يقدم أمثلة لا حصر لها على صحة هذا التصور للحضارة الإنسانية. ونتيجة لهذه الطبيعة غير المتصلة للتاريخ تولدت النزعة المركزية لدى الأمم المستحوذة على الحضارة في كل الأزمان، عصرنا الحاضر هو عصر المركزية الأوروبية بلا منازع، وقد سبق هذا العصر عصر المركزية الإسلامية، وقبله تسيدت المركزية الرومانية، هكذا سارت أحداث التاريخ منذ بدايات الإنسان الأولى، وانتقاله من البدائية إلى كائن متدرج في التطور، ولحاجته الملحة إلى الطبيعة، كان اكتشافه للنار فتحا عظيما، مكنه من القضاء على الكثير من المخاوف، وتطويع الحديد لزيادة قوته، ولم يتوقف هذا الكائن الناطق عندما سُخر له، بل أوغل في استعمال أدوات الطبيعة لما يفوق حاجته، وأصبح يقاتل بني ج

إعلامنا بين الجوهر والعرض

إ علامنا بين الجوهر والعرض   جريدة الوطن طالب فداع الشريم عقد من الزمن مضى وصحافتنا المحلية تترقى بخطوات ملموسة من مرحلة نقل الخبر إلى مرحلة أكثر جرأة في التعليق على هموم الشارع، ومما لا شك فيه أن الطرح الجريء لعدد من القنوات المرئية المحسوبة على المملكة العربية السعودية، كقنوات خاصة قد قدمت للشأن المحلي نافذة عبور وصوتا مسموعا أكثر وعيا وإدراكا للرسالة الإعلامية. كل تلك التحولات أضفت على الإعلام المحلي صبغة خاصة به، تنافس مثيلاتها في الدول المجاورة، وتجاوزت خطوط الرقيب على المستوى العربي، ومع كل هذه الخطوات إلا أن درجة الإقناع ما زالت تقع بين مطرقة النهم العام للشارع الذي أصبح يقارن ويقرأ الخبر قبل إعلانه من خلال ما يملك من وسائل تربطه بالعالم أجمع، وبين سندان المؤسسات الحكومية التي لم تواكب بعد هذه التطورات النوعية للوعي العام، وكذلك تخلفها في حلبة السباق الإعلامي المحموم. ولا بد لنا من الإشارة إلى أن ثمة ثلاث ركائز بنيوية.. هي مؤسسات الدولة.. والفضاء العمومي (المواطنين).. والفضاء الإعلامي.. ولكل ركيزة اتصال وتفاعل وتكامل مع الأخرى.. إلى هنا والأمر بدهي، لا يثير مزيدا من الضوء.

هوية الدولة العربية الحالية

هوية الدولة العربية الحالية   جريدة الوطن طالب فداع الشريم هناك قضايا فكرية عربية معاصرة، لم يستطع المفكر العربي إظهارها على السطح، بل إن هذه القضية بُحثت من قبل مفكرين ليست لهم علاقة بالشأن العربي أكثر من كونها علاقة تخطيط استراتيجي مصلحي لاستباق التغييرات المتوقعة على الخارطة العربية واستشراف الذهنية الشعبية لا أكثر.. إنها جهود بحثية لاستمرار السيطرة الغربية على المشرق العربي. إن قضية الهوية للدولة العربية الحالية لم تستوف بعد شروط بحثها، لأسباب قد تكون منوطة بنوعية المفكر العربي المعاصر، أو بنوعية الدولة العربية المعاصرة، كذلك لا بد لنا من النظر على من يؤثر في الآخر، وهل العلاقة بين المفكر والدولة علاقة تكاملية، أم علاقة انفصال، فمتى ما استطاع المفكر العربي النفاذ بفكره لجذور المشكل، مع قدرته على أن يكون خارجها ليحتكم لرؤية أوسع، وبالتالي يضع قضيته إلهامه ويحصرها في زاوية ومن ثم يتناول ما لديه من رؤى وحلول ومقترحات تتناسب والوضع القائم أمامه في سبيل الوصول لحكم متجرد إزاء قضية الهوية. وقد تكون هوية الدولة هي من أثرت على فكره قبليا، وأصبح هو جزء من المشكل، وكنتاج لها، ومحصل بعدي