المجتمع بين النظرية والممارسة
المجتمع بين النظرية والممارسة جريدة الوطن 2016-04-08 طالب الشريم قد يقع المجتمع أي مجتمع بأفراده ومكوناته المؤسساتية تحت رحمة منظريه، والتنظير ليس حكرا على كاتب ما، بل حتى المسؤول يعتبر من أكبرهم تنظيرا، بما يحظى به من قوة عبر نفوذه في مؤسسات المجتمع وما تستهلكه من موازنات الدولة المالية الضخمة، والمحسنات الظاهرية من خلال وسائل الإعلام المختلفة. والنظرية هي معرفة الأشياء التي نريد تحقيقها، ولم تتحقق بعد، أي لم تمارس ولم تكتمل شروطها ونجاعتها وفائدتها بإضفاء التغيير على الواقع نحو الأفضل، فإن لم تتحقق تلك ستبقى نوعا من الثرثرات الطائرة، لا يلامس الأرض لها طرف. إنها معضلة المنابر الملهية لا الملهمة، والمضمخة باللغو والإطناب المكرر، لدرجة بنائها علاقة من التآلف والحميمية مع الأسماع المرغمة على الاستماع، وتغلغلها في تجويفات المألوف الآمن، فلا هي رمت حجرا ولا حركت راكدا، نماذج تتوالد ويكرر بعضها بعضا. إن من لم يربط القرارات المتعدية للصالح العام وبما يتعلق فيها من جهد ومال ووقت يربطها بحياة الناس، وأحوالهم ومآلاتهم فإنه كمن يتلذذ بتحقيق رغباته الشخصية من خلال سياساته