الإسلام الديمقراطي المدني .. الجديد !

الإسلام الديمقراطي المدني .. الجديد !


أقرأ⁩ عن خلية التفكير الأمريكية اليهودية شيريل بينارد زوجة سفير ⁧أمريكا⁩ زلماي خليل زاد في ⁧العراق⁩ ⁧و أفغانستان⁩.

‏⁧عن كتاب⁩ ⁧الإسلام⁩ الديمقراطي المدني

‏يعملون على صناعة إسلام جديد، طبعا جديد بنظرهم، على مقاييس تحقق معايير الدوائر الإمبريالية.

تخيل فقط.. أن لدينا في المنطقة دوائر رصد ودراسات موجهة نحو الآخر خلف البحار، ثم تخلص هذه الدائرة المتخيلة على أهمية تغيير قيم ومفاهيم وعقائد هؤلاء المتورمين.. تخيل فقط.

‏إن الكتاب يرتكز على تفكيك الإسلام السني المؤثر والمهدد للاستقرار ⁧العالمي⁩ باختراقه من داخله ومسح تفرده وتمييعه ببطيء!

السبب أن هذا الإسلام يزداد قوة كلما ازدادوا تشويها له.

‏لـ ⁧أميركا⁩ أهداف تتعلق بـ ⁧الإسلام⁩ المسيس، فمن الحكمة تشجيع العناصر ⁧الإسلامية⁩ المتوائمة مع النظام ⁧العالمي⁩ والمجتمع الغربي التي تحبذ ⁧الديمقراطية⁩ و الحداثة⁩ على أن يكون تعيين هذه العناصر يمر بضوء غربي، وتحديد أنسب الطرق للتعاون معها، ولن يكون الأمر دائما يسيرا...

‏يريدون على حد وصفهم تحديد ⁧الاصوليون⁩ الذين يرفضون ⁧القيم⁩ ⁧الديمقراطية⁩ والثقافة الغربية المعاصرة، ويريدون دولة سلطوية متزمتة تطبق رؤيتهم المتطرفة نحو الشريعة والأخلاق الإسلامية، وهم على استعداد لاستخدام التقنيات الحديثة من أجل بوغ الهدف.
‏لذا يجب تفكيكهم، وزرع الشك في عقائدهم ونزع الثقة منهم!

‏تحديد اتجاه ⁧التقليديون⁩ الذين يريدون مجتمعا محافظا ويتشككون في ⁧الحداثة⁩ الغربية. وتقديم الحداثيون الذين يريدون أن يصبح العالم الإسلامي جزءا من الحداثة العالمية، وأن يتم تحديث ⁧الإسلام⁩ ليواكب العصر .. أي تفريغه من مضامينه وقيمه وثوابته ورسالته، ليتوافق مع قيم الحداثة الغربية..

‏وأخيرا تقديم دعم إعلامي كامل، وإبراز العلمانيون⁩ الذين يريدون أن يقبل العالم الإسلامي انفصال ⁧الدين⁩ عن الدولة كما هو الحال في ⁧الديمقراطيات⁩ الغربية مع قصر الدين على المجال الخاص.

‏يعني لا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر، ولا تعترض على ملهى ولا مرقص، وعلى متحول يحدد هويته ويقدم للمشهد بكل حرية، وكن عصريا ماديا بضوابط إسلامية قشرية...

‏فالحداثيون والعلمانيون كما يرونهم أقرب إلى ⁧الغرب⁩ قيميا، لكنهم يفتقرون إلى الدعم ماليا وإعلاميا، وبالتالي حمل أفكارهم للعامة، والعلمانيون غير مرحب بهم كحلفاء للغرب لتحررهم المطلق مما يصعب مخاطبتهم الشريحة الملتزمة دينيا من جماهير ⁧المسلمين..⁩

‏يعني فشل الأدوات التقليدية لذا وجب خلق متدينين يشككون بالمعتقدات..

‏ولتشجيع ⁧التغيير⁩ في العالم الإسلامي نحو ⁧الديمقراطية⁩ و ⁧الحداثة⁩ الغربية والتوافق مع العصرنة يجب أن تختار أميركا و ⁧الغرب⁩ بعناية شديدة العناصر والاتجاهات والقوى الإسلامية التي ينوون دعمها وتقويتها وتقييم أهداف و ⁧قيم⁩ الحلفاء المحتملين ودراسة أرجح العواقب التي يسفر عنها دعمهم...

‏‏تعتبر ⁧تركيا⁩ بالنسبة للغرب أحد أنجح الأمثلة لتطبيق تحولها من دولة إسلامية ⁧عثمانية⁩ على حد وصفهم إلى ⁧علمانية⁩ شرسة، ويمكن اعتبارها حالة مفتاحية لتحويل بقية الدول المتمسكة بثوابت ⁧الإسلام⁩ على نفس النهج..

‏⁧طبعا ‏مع كل إرهاصات التحول النشطة لن تحقق تلك القشور مبتغاها.. ولكن لابد من وعي يدرس الآخر.

‏من داخل دوائر القرار في ⁧أمريكا ⁧ظهرت الكثير من التقارير، توضح المفارقة بعد 11سبتمر وترى ارتفاع حدة العداء بشكل ملحوظ، وأصبحنا كما يقولون عن أنفسهم مستعدين لقبول هذا الوضع السافر تجاه قيمنا الغربية، لأننا نحن من تساهل مع ⁧الأصولية⁩ الإسلامية لذا وجب استخدام أدوات تسقط كل ⁧قيم⁩ العداء بصناعة إسلام مدني!

‏وتذكر تلك التقارير أيضا أنه لاتزال العداوة مع ⁧السعودية⁩ كامنة ومؤجلة وما التحالف معها إلا طارئ لحالات معينة أملتها اعتبارات جيوسياسية تكتيكية اقتصادية مرهونة بإثبات مصداقيتها في تحول نمط الحياة فيها لنهج غربي.

‏ولن تكسب رضاهم⁩ طالما نهج ونمط حياتك لا يتوافق مع تلك المعايير المتمثلة بإطار الإسلام المدني المتشكل حديثا!

‏لقد أصبحت المواجهات المباشرة والغزو العسكري أدوات ثانوية في السيطرة على ثقافات شعوب العالم الثالث لذا وجب التركيز على سبل تغيير أنماط المعيشة فهي الأهداف الأولية لـ ⁧التغيير⁩ وإيجاد مستهلك متفتح ⁧العقل⁩ على ⁧الثقافة⁩ الغربية ومتحرر من القيود القيمية الإسلامية..

‏⁧الاستشراق⁩

‏إن قيام ⁧استراتيجيات⁩ أمريكية غربية تهدف لنشوء ⁧الإسلام⁩ المدني وترسيخ ⁧الحداثة⁩ في شعوب المنطقة العربية بدعم ⁧الحداثيين⁩ وتكريس رؤيتهم عن طريق تزويدهم بمنابر للتعبير عن أفكارهم ونشرها وتقديمهم للجماهير كواجهة للإسلام المعاصر.


‏تعني خلق أدوات ذيلية رأسمالية كتلك التابعة للطوراني والفارسي !


‏دعم ⁧العلمانيين⁩ بشكل فردي وحسب طبيعة كل حالة. دعم المؤسسات والبرامج المدنية والثقافية ⁧العلمانية⁩. ‏دعم التقليديين متى كانوا من اختيارنا لمنافسة وضرب ⁧الأصوليين⁩ و ⁧قيم⁩ ⁧الإسلام،⁩ بملاحقة نقاط ضعفهم وتصيد زلاتهم وتكبير أخطائهم حتى يفقد العامة الثقة، وبالتالي خلق صورة رمزية منفرة عنهم..

‏المساهمة في إنهاء احتكار ⁧الأصوليين⁩ والتقليديين للإسلام تعريفا وشرحا وتفسيرا، واستبدالهم بالعلماء ⁧الحداثيين⁩ المناسبين للثقافة الغربية للفتوى وإيصالهم بوسائل ⁧الإعلام⁩ والتهيئة لتقديمهم عبر مواقع وبكل اللغات، وتشجيعهم على كتابة النصوص الأكاديمية والاشتراك في تطوير ⁧المناهج⁩ ونشر كتيبات تفسر ⁧الإسلام بطريقة تتسق مع المعايير المرسومة⁩ ...

                                               
                                                د. طالب الشريم




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر