الفراشة.. ونار الجامعة
الفراشة.. ونار الجامعة طالب فداع الشريم صحيفة مكة الأربعاء - 15 نوفمبر 2017 تسلل المرح من شبابه، وسبق الزمن متكهلا قبل أوانه.. لقد أتعبته صروف الدهر، وأعيته حتى انكفأ على نفسه، ونسي نغمة صوته، هو لا يظن أن أحدا لديه الوقت للاستماع لمحطم مثله، فإن همس لنفسه أنكرته، وإن صرخ فيها ارتدت عليه ذات متشظية نكرة، إنه لم يعتد على كره أحد، لكنه يكره هذا العجز الكامن فيها، وكسبب لتعاسة الأجنة التي لم يختر لها الانتماء لجذعه.. ولأنه متعب جدا، آلت ابنته التي انطفأت إشراقة وجهها مبكرا، وهي تكبر إخوتها، إيلاتا على نفسها أن تقفز على طفولتها قبل أوانها، وتدع ألعابها مع قريناتها في حدائق القرية، وتزهد بكمالياتها على مقاعد الدراسة، مؤملة إشعال القناديل الصدئة في حياة والدها بكل ما تملك من طاقة.. أنجزت دراستها الثانوية في القرية بامتياز، وذهبت تسابق الزمن، لعلها تقتبس لحظات فرح حلوة تزجيها في عمر والدها المر، وترجو له ابتسامة محضة تلون لوح وجهه الشاحب.. ابتسامة واحدة تكون صادقة، وقوية، تمسح بها ملامح البؤس المرافق لحياة عائلتها الصغيرة. وفي صباح يوم ربيعي، حملت الف...