«ياهلا أمريكا».. يكسر جدار الصمت

«ياهلا أمريكا».. يكسر جدار الصمت  


في برنامجه مع المبتعثين السعوديين في أمريكا، حطم الإعلامي علي العلياني حاجز الصمت، وتداول بكل شفافية ووضوح قضايا المجتمع السعودي المسكوت عنها عبثاً، وحرك مياهها الراكدة بكل جرأة، وبأسلوب محبب ومشجع لاستنطاق ما كان يُعد من الممنوعات، كقضايا المناطقية، والقبلية، والطائفية، وغير ذلك مما يؤدي إلى نتن العنصرية.

لقد خرج برنامج يا هلا أمريكا ليلة الرابع من رمضان 1434 وعلى الهواء مباشرة بحقائق ودلائل سنن التطور، فالإنسان جزء ضمن جزيئات هذا الكون دائم الحركة الخاضعة لنواميس التبدل والتّغير، وهذا ما ظهر من خلال إجابات طلابنا في الخارج، الذين سيجنون ثمار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، كأحد ركائز تطوير التعليم.
إن هذا الجيل محظوظ حتى لو كثرت الحواجز! التي تحولت عبر مواقع التواصل الإلكترونية إلى قضايا كانت في السابق يشار إليها، واليوم تتداول كانطباع عام يصرح به علناً، ولكن لا يجب التعامي عن وجود مفاتيح التفاؤل التي سُتحمل بأيدي هؤلاء الفتية الذين سيتبوأون قريباً سدة المسؤولية لإزاحة ما تبقى من حواجز، وهذا الأمل المرجو لنتائج هذا المشروع التعليمي الكبير، لبناء الإنسان السعودي، وتعزيز نهضة الوطن، وهو الاستثمار الأمثل لكل أمة تنشد الحياة.
ففي ثنايا هذا البرنامج الجريء ثمة أمور هامة جداً، برزت فيها الوطنية، وتسامت على التفاصيل التي دائماً ما تشتت رسالة الإنسان نحو مجتمعه ووطنه، وهي التي يجب أن تُزرع كقيم راسخة في عقول الشباب، فالانتماء للوطن حاجة أساسية للسلم الاجتماعي، ومظلة تنضوي تحتها مخرجات الوطن، ومن عوامل ومعايير استمرارية التوازن في حالة استمرارية التغيير الحتمية التي تطول المجتمعات عبر التثاقفية الجبرية، وبالتالي حصول القدرة على مواكبتها بوعي واستشراف مخطط له.
هذه الحلقة تجربة شجاعة لطرق القضايا المسكوت عنها، ظناً أن تجاهلها هو العلاج الناجع، وقد اتضح أن شباب الوطن على قدر من الوعي بمجرد الاستماع لهم، وفتح الحوار معهم للحديث عن ما يشغل الشأن العام، في ظل التجاذبات الإقليمية ونظرتهم تجاهها، وموقفهم الوطني الذي يجب أن يتسامى على الفئوية، والطبقية، والحزبية، والمناطقية، والقبلية، والطائفية، وتلقِّي الفكرة المجردة من تلك التحزبات. وهذا ما نهض بالشعوب التي تجاوزتها إلى ما لدى الإنسان من معرفة متعدية تطال الصالح العام، الذي يشمل بفوائده الجميع، أمام مسطرة القانون المكتوب والمفّعل سلوكاً ومنهجاً.
ونختم بتغريدة العلياني على هامش البرنامج:» البلدان الحقيقية يكون فيها الوطن هو المظلة الوحيدة التي تجمع كل المواطنين، ويتوارى فيها النزاع الطائفي» .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر