العلاقة بين الرياضة والمعرفة



العلاقة بين الرياضة والمعرفة
طالب فداع الشريم
تاريخ النشر : 25-09-2011 00:00

   كثيراً ما يشهد الوسط الرياضي المحلي قرارات غريبة وجدلية، تخالف الخط المستقيم، وغالباً ما تصدر من قبل أفراد تم انتدابهم ليقدموا للحركة الرياضية نتاج معرفي متجدد يتغلبون من خلاله على أخطاءهم السابقة، ويستفيدون منها، ويبنون على إثرها بطرق مختلفة لا سيما أنهم قد سلكوا طريق الخطأ وتعرفوا على بواطنه بما يكفل شرط عدم تكراره.. بمعنى إذا تكررت نفس الأسباب تتكرر نفس النتائج..

   فقد شهدنا مواسم رياضية متتالية فيها الكثير من الأخطاء التي كان مصدرها أفراد يعملون في لجان الاتحاد السعودي ومع ذلك بقيت هذه الأسماء في أروقة الاتحاد على الرغم من التجديد والتدوير الذي حصل مؤخراً في لجانه، فهل يعني هذا القرار أنهم ليسوا على دراية في عملهم السابق! والآن تم وضعهم في الأماكن المناسبة؟.. أم إنهم طوروا من قدراتهم وتجاوزوا أخطاءهم السابقة وأصبحوا أهلاً لتجديد الثقة بهم؟.. وما علينا إلا انتظار قرارات واضحة، مقرونة بنصوص صريحة، يتساوى أمامها كل المنتمين للوسط الرياضي.. كنتيجة مأموله ومرجوه ومتوقعه لهذا التدوير، الذي جاء للتغلب على كثير من قرارات اللجان الخاطئة، التي لطالما سببت جدلا واسعا، وخلقت حالة من الضبابية في القرارات المتخذه مما تتطلب اتخاذ هذه الخطوة التي لا نعلم هل هي الجريئة والمنتظرة في سبيل إنعاش الدوره الدموية لإدارات وكوادر اللجان؟..

   إن عملية اتخاذ القرار كما في علم الإدارة من أهم العمليات التي يقوم بها الإداري، إذ أن القرار السليم يقابله استخدام سليم لنصوص ولوائح النظام، وبالتالي تحقيق هدف المؤسسة الرياضية في إضفاء الاستقرار على وسطها من خلال هذا الإداري المتسلح بالمعرفة، مما يضمن ديمومة العلاقة بين الرياضة ومختلف العلوم الإدارية والإنسانية..

   يقول الفيلسوف الألماني كارل بوبر.. الحياة بأسرها حلول لمشاكلات.. فإذا قلت العلم فإنك تعني نتاج بشري، بل ومعرفة بصفة عامة.. فالعلم أو المعرفة يبدأ من مشكلة ما تقابل الإنسان.. وليست الملاحظة هي نقطة بداية العلم.. حيث تؤدي هذه المشكلة بالإنسان إلى محاولات لحلها عن طريق منهج المحاولة والخطأ.. ثم يقوم هذا الفرد باستبعاد لكل محاولة حل لا تصل به إلى حل المشكلة..

   السؤال الذي سيطرح قبل أن يطرح نفسه.. هل أعضاء لجان الاتحاد السعودي قادرون على تقديم موسم رياضي تكون أحداثه ومنافساته وإثارته داخل المستطيل الأخضر.. من خلال تقديم قرارات واضحة ونصوص صريحة مبنية على معرفة وعلم بالأنظمة واللوائح الرياضية، حتى تكفل عدم إنسياق البعض لجعلها سبباً وعائقاً دون تحقيق فرقهم للنتائج التي يستحقونها.. وبالتالي خلق إجماع على عدم مصداقية الحجج التي ترمى خارج الملعب..




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

الإنسان المقذوف .. !

معادلة الأنا .. ألآخر