ويكيليكس ووجه الحقيقة الملون
ويكيليكس ووجه الحقيقة الملون -
أظهرت لنا وثائق موقع ويكيليكس لمراسلات الخارجية الأمريكية واقع العالم المعاصر، وكشفت لنا بساطة هذا العالم، وسذاجته الموغلة بوحل الغطرسة والغرور.
لن نتحدث عن نصوص تلك الوثائق، ولنبتعد عنها قليلا، أو نبعدها عن بؤرة العدسة، لنستقصي كم افرازاتها بشكلها الطبيعي.
عالم سفسطائي يرزح تحت وطأة إستراتيجيات النميمة، يتغامز بإيماءات مرتبكة، يغازل بعضه بعضا، وينافق ذاك بتلك، هذا يحفر، وذاك يفّتن، وذاك يتبجح، والآخر يكذب على الجميع.
سبحان الله الذي خلق هذا الخلق وهو العليم الحكيم.
عالم عنكبوتي، تشابكت خيوطه بوهن يشبه خيوط بيت العنكبوت - عوالم منغمسة في بحور أجندتها المختلفة، الأسرة عالم، ولها أجندتها، والجماعة عالم، ولكل بيئة عالمها، ولكل إقليم عالمه، ولكل قارة عالمها، ولكل عرق عالمه، ولكل طبقه عالمها، وعلى الكرة الأرضية وتحتها براكين تتأهب لإذابتها.
إن الفيصل في ذالك التلاطم هي تلك الأطر التي تحكم العالم من خلال الرؤية التي تسبر أغواره، وبالتالي ينساق خلفها الإطار الفردي العام لكل مفصل تتكون منه تلك الوحدات المكونة للكل.
والأكثر غرابة ظهور الكم الكبير من السذاجة والتحذلق على مسرح الأحداث الذي يكرسه الإعلام العربي من خلال أطروحاته الهشة التي تلت كشف الحقائق عله يجمل الحقيقة.
فكل مكون رمى بآلته الإعلامية لتجدف عكس تيار الحقائق بكل ما أوتي من فكر وفصاحة، ليقذف بما تعلق به لأقرب قريب بدلاً من الغريب.
ولكن هيهات أن يتفق هذا العالم المترهل على وجهٍ واحد للحقيقة.
لتعود بنا ذاكرة التاريخ إلى فرسان "القرون الوسطى" عندما التقى فارسان عند نصب قديم فاختلفا في لونه، احدهما يقول إنه أصفر والآخر يقول إنه أزرق، والواقع إن لون النصب اصفر وأزرق في آن واحد.
حيث كان مصبوغاً في أحد وجهيه بلون يخالف الوجه الآخر، ولم يشأ هذان الفارسان الشهمان أن يقفا لحظة ليتفحصا لون النصب من كلا وجهيه.
لقد كان هم كل منهما منصباً على تفنيد الآخر وإعلان خطأه، وكانت النتيجة أنهما تبادلا الشتائم اللاذعة ثم تبادلا ضرب السيوف والرماح من بعد ذلك. (الوردي،خوارق اللاشعور، ١٩٩٢م).
هكذا يتنازع الناس في اغلب أمورهم. فكل فئة تنظر إلى الحقيقة من زاويتها الخاصة، ثم يريدون من الآخر أن يرى مثل ما يرون.
وهل أصبحت هذه الحقيقة نسبية غير مطلقة, تحكمها مقاييس المصلحة, وشهوات الإنسان ورغباته.
طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
أظهرت لنا وثائق موقع ويكيليكس لمراسلات الخارجية الأمريكية واقع العالم المعاصر، وكشفت لنا بساطة هذا العالم، وسذاجته الموغلة بوحل الغطرسة والغرور.
لن نتحدث عن نصوص تلك الوثائق، ولنبتعد عنها قليلا، أو نبعدها عن بؤرة العدسة، لنستقصي كم افرازاتها بشكلها الطبيعي.
عالم سفسطائي يرزح تحت وطأة إستراتيجيات النميمة، يتغامز بإيماءات مرتبكة، يغازل بعضه بعضا، وينافق ذاك بتلك، هذا يحفر، وذاك يفّتن، وذاك يتبجح، والآخر يكذب على الجميع.
سبحان الله الذي خلق هذا الخلق وهو العليم الحكيم.
عالم عنكبوتي، تشابكت خيوطه بوهن يشبه خيوط بيت العنكبوت - عوالم منغمسة في بحور أجندتها المختلفة، الأسرة عالم، ولها أجندتها، والجماعة عالم، ولكل بيئة عالمها، ولكل إقليم عالمه، ولكل قارة عالمها، ولكل عرق عالمه، ولكل طبقه عالمها، وعلى الكرة الأرضية وتحتها براكين تتأهب لإذابتها.
إن الفيصل في ذالك التلاطم هي تلك الأطر التي تحكم العالم من خلال الرؤية التي تسبر أغواره، وبالتالي ينساق خلفها الإطار الفردي العام لكل مفصل تتكون منه تلك الوحدات المكونة للكل.
والأكثر غرابة ظهور الكم الكبير من السذاجة والتحذلق على مسرح الأحداث الذي يكرسه الإعلام العربي من خلال أطروحاته الهشة التي تلت كشف الحقائق عله يجمل الحقيقة.
فكل مكون رمى بآلته الإعلامية لتجدف عكس تيار الحقائق بكل ما أوتي من فكر وفصاحة، ليقذف بما تعلق به لأقرب قريب بدلاً من الغريب.
ولكن هيهات أن يتفق هذا العالم المترهل على وجهٍ واحد للحقيقة.
لتعود بنا ذاكرة التاريخ إلى فرسان "القرون الوسطى" عندما التقى فارسان عند نصب قديم فاختلفا في لونه، احدهما يقول إنه أصفر والآخر يقول إنه أزرق، والواقع إن لون النصب اصفر وأزرق في آن واحد.
حيث كان مصبوغاً في أحد وجهيه بلون يخالف الوجه الآخر، ولم يشأ هذان الفارسان الشهمان أن يقفا لحظة ليتفحصا لون النصب من كلا وجهيه.
لقد كان هم كل منهما منصباً على تفنيد الآخر وإعلان خطأه، وكانت النتيجة أنهما تبادلا الشتائم اللاذعة ثم تبادلا ضرب السيوف والرماح من بعد ذلك. (الوردي،خوارق اللاشعور، ١٩٩٢م).
هكذا يتنازع الناس في اغلب أمورهم. فكل فئة تنظر إلى الحقيقة من زاويتها الخاصة، ثم يريدون من الآخر أن يرى مثل ما يرون.
وهل أصبحت هذه الحقيقة نسبية غير مطلقة, تحكمها مقاييس المصلحة, وشهوات الإنسان ورغباته.
طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق