ثبات المسؤولية واختلاف المسؤولين
ثبات المسؤولية واختلاف المسؤولين
المسؤولية هي ببساطة قيام الفرد بما هو مطلوب منه على أكمل وجه, نتاجها صادر عن قصد ووعي , وكثيراً ما يـتداول النـاس مصطلح المسؤوليـة عـندما تقـع الكوارث, ومع ظهور المساوئ على نغمات الآهات, كنتائج حتمية لأعمال متراكمة ضاعت فيها الحقـوق وتعطلت فيها المصالح0
وقد لا تذكر في الأحوال الطبيعية التي تجري فيها المنافع على سطح البراكين الكامنة بارتباك, لان الكثير من الخلق تعود على اعتبار أن الحصول على الحد الأدنى من الخدمات المقدمة له مكسب كـ شيء أفضل من لاشيء.
عندما يعي المسؤول ما عليه ويؤديه بدراية, متسلحاً بالمعرفة والنظرة الشمولية فإنه يكون قد أصبح أهلا لها, ومن أهم تلك الفروق معرفته لذاته – بشعوره وتفكيره, بسلوكه كأقوال ومواقف, بإرادته المتفائلة.
كثيرون تبهرهم المناصب لضآلت أنفسهم واحتقارهم لهـا فيقعون فـي شـرك التظـاهر المصطنع لإكمال النقص حتى تاهو عـن درب النجاح, فتجدهم قد حشدوا المرافقين حولهم لإضفاء المهابة, وبالتالي تتداخل الأهداف المختلفة وتتلاقى المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة, فـــكل لـه هدفه, مسؤول منفوخ ورفقاء منتفعين, حتى كدنا نشعر بأن هؤلاء ليسوا من أمةٍ لها إرث مليء بالنماذج المضيئة, ولـ نذكر على سبيل المثال لا الحصر قول المصلح والمسؤول عمر بن عبد العزيز عندما استشعر المسؤولية اشترط لحاشيته شروطاً, فمن فقد منها شرطاً حرم صحبته ومجالسته, فقد قـال لجلسائه: من صحبني منكم فلـ يصحبني بخمس خصال : يدلني مـن العدل إلى مـالا اهتدي إليه , ويكون لـي عـوناً على الخير, ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها, ولا يغتاب عندي أحداً, ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومـن الناس وفـي رواية – ولا يعـترض فـيما لا يعنيه – فإذا كـان كذلك فحيهلاً به وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول علي 0فابتعدوا عنه المنتفعين, وحضر إليه الصالحين, فصلحت الأحوال.
هم كذلك الذين تولوا أرقى المناصب استصغروها في أعينهم ووجدوا أنفسهم أعلى منها, قلما يكون مسؤول صالح بحاشية سوء, أو مسؤول فاسد وبطانته ذات صلاح , ولست تـرى أحداً تكـبر فـي منصبه إلا وهـو يعـتقد أن الـذي نـال فـوق قدره, ولست ترى أحداً يتواضع فيه, إلا وهو في نفسه أكثر مما نال في مركزه 0
فالمناصب ما هي إلا مسؤوليات تبقى ثابتة, ولكنها إما تبتلى بمن يمتطيها لأهوائه الشخصية الدنيا, أو ترزق بمن يحملها لتحقيق المصلحة العامة 0
طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
المسؤولية هي ببساطة قيام الفرد بما هو مطلوب منه على أكمل وجه, نتاجها صادر عن قصد ووعي , وكثيراً ما يـتداول النـاس مصطلح المسؤوليـة عـندما تقـع الكوارث, ومع ظهور المساوئ على نغمات الآهات, كنتائج حتمية لأعمال متراكمة ضاعت فيها الحقـوق وتعطلت فيها المصالح0
وقد لا تذكر في الأحوال الطبيعية التي تجري فيها المنافع على سطح البراكين الكامنة بارتباك, لان الكثير من الخلق تعود على اعتبار أن الحصول على الحد الأدنى من الخدمات المقدمة له مكسب كـ شيء أفضل من لاشيء.
عندما يعي المسؤول ما عليه ويؤديه بدراية, متسلحاً بالمعرفة والنظرة الشمولية فإنه يكون قد أصبح أهلا لها, ومن أهم تلك الفروق معرفته لذاته – بشعوره وتفكيره, بسلوكه كأقوال ومواقف, بإرادته المتفائلة.
كثيرون تبهرهم المناصب لضآلت أنفسهم واحتقارهم لهـا فيقعون فـي شـرك التظـاهر المصطنع لإكمال النقص حتى تاهو عـن درب النجاح, فتجدهم قد حشدوا المرافقين حولهم لإضفاء المهابة, وبالتالي تتداخل الأهداف المختلفة وتتلاقى المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة, فـــكل لـه هدفه, مسؤول منفوخ ورفقاء منتفعين, حتى كدنا نشعر بأن هؤلاء ليسوا من أمةٍ لها إرث مليء بالنماذج المضيئة, ولـ نذكر على سبيل المثال لا الحصر قول المصلح والمسؤول عمر بن عبد العزيز عندما استشعر المسؤولية اشترط لحاشيته شروطاً, فمن فقد منها شرطاً حرم صحبته ومجالسته, فقد قـال لجلسائه: من صحبني منكم فلـ يصحبني بخمس خصال : يدلني مـن العدل إلى مـالا اهتدي إليه , ويكون لـي عـوناً على الخير, ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها, ولا يغتاب عندي أحداً, ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومـن الناس وفـي رواية – ولا يعـترض فـيما لا يعنيه – فإذا كـان كذلك فحيهلاً به وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول علي 0فابتعدوا عنه المنتفعين, وحضر إليه الصالحين, فصلحت الأحوال.
هم كذلك الذين تولوا أرقى المناصب استصغروها في أعينهم ووجدوا أنفسهم أعلى منها, قلما يكون مسؤول صالح بحاشية سوء, أو مسؤول فاسد وبطانته ذات صلاح , ولست تـرى أحداً تكـبر فـي منصبه إلا وهـو يعـتقد أن الـذي نـال فـوق قدره, ولست ترى أحداً يتواضع فيه, إلا وهو في نفسه أكثر مما نال في مركزه 0
فالمناصب ما هي إلا مسؤوليات تبقى ثابتة, ولكنها إما تبتلى بمن يمتطيها لأهوائه الشخصية الدنيا, أو ترزق بمن يحملها لتحقيق المصلحة العامة 0
طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق