مؤسساتنا الوطنية بين الواقع والتجمل
" أنا لا اكذب بل أتجمل " مقولة تقال من باب تحسين وتلميع الصورة أمام المتلقي وإظهارها براقةً مشعة , يؤدي هذا التلميع بذلك المتلقي ضمنياً بمقدار ما يملك من إدراك عادي إلى أنها ليست الأصل بل معدلة عكس ما يجب أن تكون عليه إلى صورة أخرى غير منطقية , بعيدة عن واقعها المتردي , يتوقع المتجمل بذكائه وتميزه الغير فطري أنها لا ترى , ولا أعلم معتقدات المتظاهر حينها تجاهـ الأخر . الشاهد هنا هل في مؤسساتنا الوطنية الخدمية التي تدعى مصالح المواطن استمراء للتجمل ؟! متى نسمي الأشياء بأسمائها , متى نقول للمتجمل قف !!..هذا تجمل والتجمل يساوي خلق لا يحمد ! فما تصرح به إعلاميا لم يحدث على ارض الواقع , ولا نصادر حق الكثير من الرجال الصالحين في مؤسساتنا الوطنية الخدمية . فهم ولله الحمد كثر . ولكن لا يمنع من التطرق للذين يظنون أن المجتمع لا يعي ولا يقيم ماله من حقوق تجاه من اؤتمن على مصالحهم الضرورية . يا صاحب اللقب المفخم , إن أردة التجمل الذي تسعى أليه فعليك الاعتراف بالقصور الواقع في الخدمات المرجوة الواجب عليك العمل على تحقيق الحد الأدنى منها إن لم تستطع أن تؤديها على أكمل وجه . فكم من متجمل في شؤوننا الصحية , و الدليل الخدمات الطبية المميتة في مستشفيات المناطق الشمالية للبلاد , و اسألوا أهل الشمال إن كنتم لا تعلمون , أو زوروهم ولو بالسنة مرة . وكم من متجمل ونحنى نرى الخدمة البدائية التي تقدم لأهل الشمال من خدمات الطيران وهدر ابسط حقوقهم بإلغاء وتغيير مواعيد رحلاتهم بدون سابق إنذار مع عدم الاعتذار للتكرار . وكم من متجمل وأبناء المناطق الشمالية يقطعون الأميال ويتحملون الأعباء المادية والنفسية من اجل الالتحاق بجامعة تحقق أمنياتهم ورغباتهم في التخصص الذي طالما حلموا به . وكم من متجمل في الصحافة المحلية أغمض عينيه عن ذكر الواقع حتى يكسب رضا رؤسائه ويضمن حجز مساحة لقلمه ليطل علينا كل صباح فيروي لنا زياراته وجولاته مابين العواصم . فالمتجملين كثر وهم نتاج فكر متفرد معطل اجتماعياً , أفرز قصور مؤدلج على مكاسب مؤسساتنا الخدمية . فحكومتنا ولله الحمد أقرت الكثير , ولا زالت تعمل على صناعة بنى أساسية لمشاريع عملاقة هدفها الجوهري خدمة المواطن لينعم بالرفاهية التي تنشدها حكومته , فتلك القرارات تحتاج مواطن يستشعرها ويقيم القائمين على تنفيذها , بعد أن يتم وضعه بأجندة نجاح المعادلة . وتقييم ما يقولونه عبر وسائل الإعلام , وما تم تطبيقه على ارض الواقع بميزان المتلقي . فلا صناعة ولا تجمل بدون وعي اجتماعي , يعي دوره بالتأثير على من أتُمن على الأمانة الاجتماعية . فالمسألة ليست كلام تظاهري بدون ثمن , ولا ظهور ترفي , بل هي باختصار 1+1=2 , أما كذا أو هذا هو التجمل .
طالب فداع الشريم
طالب فداع الشريم
تعليقات
إرسال تعليق