قم... لتحذر عقيدتها


   يتجه البعد الاستراتيجي العقائدي الذي تسير عليه ساسة الجمهورية الإيرانية الفارسية نحو خلط أوراق المنطقة من خلال نشر ودعم مذهبهم الإثنى عشري، للوصول إلى ما يمكنها من السيطرة على ضفتي الخليج العربي، ويصل إلى أكمال دائرة مايسمى بالهلال الخصيب، ليشمل جميع اطراف شبه الجزيرة العربية، من الاحواز العربية، مروراً بالعراق، وسوريا، ولبنان، وصولاً لليمن حتى عُمان.
 
   ولتمام الغاية المنشودة، لابد من وجود معتقدات تتأطر بها عقول التابعين لولاية الفقيه، فقد ذكر عادل علي في كتابه محركات السياسة الفارسية، أن الدراسة المتعمقة، لعقيدة المذهب الصفوي الشيعي، تميل إلى " القدرية" التي تؤمن بأن القدر ما هو إلا صناعة الإنسان، الأمر الذي يحدد النظرة لله وللكون، فهو لا يقبل مجرد النطق بالشهادتين، والاعتقاد بإله واحد لا شريك له، بل لا بد من آل بيت النبوة كأولياء، ويتجسد ذلك في دولة " الغائب " المنتظر، التي ستغير موازين القوى لصالح الخير حسب معتقدهم، وتهزم كل الشر، المتمظهر في " النواصب ! ".

   ويمكن فهم هذا البعد العقائدي، من خلال الأطماع الخفية كإطار سياسي، لن يتم بدون أعوان منتشرين في تلك الدول المعنية، للمساعدة في إيجاد الأرضية المناسبة للظهور، والإشهار، من خلال زرع الفتن، وجعلها منطقة مضطربة، فالقدر لديهم من صنع الإنسان، الذي يقدم الفعل، وبالتالي يتبعه القدر!!!.

   ويرى أصحاب الاعتقاد ب " القدرية " كما جاء في تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبو زهرة، إن كل فعل للإنسان هو إرادته المستقلة عن إرادة الله!، حتى عُرف عن بعض غلاتهم نفي علم الله، أو قدرته على خلق أفعال العباد!، ليخرج بهذا فعل الإنسان عن نطاق قدرة الخالق سبحانه وتعالى عما يصفون، وأن علمه تعالى يأتي بعد وقوع الفعل، فيستأنف القدر بعد العلم، وهذا ما يجعل الإنسان خالقاً لفعله!.

   وقد ناقش بعض المؤرخين سبب تسميتهم ب " القدرية " على الرغم من إنكارهم " القدر " الذي هو ركن من أركان الإيمان، فقال قوم، إنهم نفوا القدر عن الخالق وأثبتوه للمخلوق، لينطبق عليهم قول الأثر: " القدرية مجوس هذه الأمة ".

   وتعد مسألة " القدرية السياسية " قاسماً مشتركاً بين صناع الحدث الدولي في منطقة ما يعرف بالشرق الأوسط، فالأمريكان البروستانت، واليهود المتصهينون، إضافة إلى أتباع مذهب " ولاية الفقيه " الصفوية، يؤمنون بأن القدر لا يتحرك من نفسه، ولا بد من تحرك المؤمنين بقدوم " المخلص - الماشيح - الغائب " للتمهيد لمقدمه، ليقودهم إلى النصر والتمكين، وبسط دولتهم على العالم كله.

   هكذا يتضح مدى البعد الاستراتيجي العقائدي للسياسة المجوسية في المنطقة، التي تجعل من الدين، وإثارة مشاعر الأتباع العوام بخرافات وأباطيل، وادعاء المظلومية، التي يجب أن ترفع، لإعادة مجد الحضارة الفارسية على حساب الإسلام العربي القائم على الكتاب والسنة، ومحبة الصحابة رضوان الله عليهم.

طالب فداع الشريم
taleb1423@hotmail.com

تعليقات

  1. أبوعبدالله5/26/2013 10:08 م

    السياسة هي فن الكذب.
    وأكذب الكذب هو تسييس الدين!
    قامت ثورة البروتستانت على تسييس الكنيسة الكاثوليكية للدين.
    وأطلقت ثورة الشعوب المقولة المشهورة: (اشنقوا آخر امبراطور بأمعاء آخر رجال الكنيسة).
    فما أشبه الليلة بالبارحة.
    لكل أمة غاية تسعى إلى تحقيقها:
    فالمجوس والصهاينة والصليبيون... أممٌ تعمل .
    أما المسلمون..فلا تدري عما تتحدث، عن السلطان أم علماء السلطان.. الذين أوهنوا الأمة بشبهة الفتنة!
    فصار الجهاد فتنة!!
    ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية المعرفة عند الفارابي

بحث مختصر عن الوجودية والفينومينولوجيا

الإنسان المقذوف .. !